الرأي

قالت لصاحبها دعني

مانع اليامي
الدور الطبيعي للعقلاء في المجتمع أي مجتمع يتمثل بقوة في البعد عن التفتيش في دفاتر المغالطات البالية، وتجاوز النبش في الفروقات المصنوعة خصيصا لتوليد الخصومة، تلك الفروقات التي يطيب للشيطان الاستقرار فيها والدوران حولها. هذا هو فعلا الدور البناء الذي يمهد الطريق للتقارب المجتمعي الذي على أساسه يتمدد الوفاق، وتقوى به ومعه اللحمة الوطنية وتتشكل بموجبه الجبهة الداخلية.

في العموم الذي لا يخفى ولا خلاف عليه هو أن تحريك ما يصدع اللحمة الوطنية لا يأتي من المحب للوطن، الحريص على استقرار المجتمع، والصحيح على أي حال أن المنشغلين بتقليب نفايات الأقوال والأحداث والسعي لتحريكها من الأبواب الخلفية لا غاية لهم بحسب الظاهر غير جر المجتمع إلى مربع الخصومة، إما مع سابق الإصرار لإعادة الفتنة إلى السطح في الوقت الذي تسير فيه البلاد إلى الأمام على إيقاع التقدم والازدهار والتآلف، وهنا يزداد الأمر خطورة، أو عن جهل وسوء تقدير للآثار المترتبة على تقليب النفايات.

كثير من التساؤلات تطرح نفسها مقابل انزلاق بعض من يفترض فيهم سعة الإدراك ووافر الحكمة إلى المسارات الملغمة، بما يؤثر على اللحمة الوطنية والتسامح والتعايش، هل ثمة شيء من الحكمة في اتهام شريحة من المجتمع هنا أو هناك بما ليس فيها أو الانتقاص منها؟ أي نتيجة متوقعة حال التطرق علانية ودون موجب لمسألة يعلم مسبقا ما لها وما عليها من محذورات؟

تنشيط الاختلافات على أي مستوى لمصلحة من؟وأي نتيجة متوقعة حال إفساح المجال للسفهاء ولمن في نفوسهم مرض للخوض في أمور يفترض زوالها أصلا، الشاهد أن أكثر من نصف سكان هذا البلد الطاهر من الشباب، فهل يجوز تفخيخ عقولهم بما يلهيهم ويجرهم إلى مناطق التنافر؟ طبعا الإجابة القطعية: لا، لا، لا تهدأ ولا تنتهي. ونعم للاستدارة في وجوه أهل المصالح الضيقة والنيات السيئة.

ختاما، لا يجوز الإخلال بحقيقة وجود العقلاء والحكماء طول البلاد وعرضها، الذين يدركون خطورة إثارة الفتن بوابة التشظي والمحن، ويبقى لزوم ما يلزم أن نعمل جميعا بمسؤولية وطنية ودينية على صيانة مصالح وطننا العليا، وحمايته وصيانته من التصدع، والعبرة في النهايات التي وصلت إليها بعض الدول المجاورة. وبكم يتجدد اللقاء.

alyamimanae@gmail.com