العالم

وزير الخارجية: لا بديل عن القدس عاصمة لفلسطين

14 قرارا في البيان الختامي للاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي العثيمين: دعمنا ثابت للنضال الفلسطيني ونرتكز على مبادرة السلام العربية عباس: صفقة القرن مرفوضة بشكل قاطع ولن يفرضوا أجندتهم علينا

جانب من الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي (مكة)
رفضت منظمة التعاون الإسلامي الخطة الأمريكية التي أُعلن عنها في يناير الماضي من قبل الإدارة الأمريكية، والتي سميت بـ«صفقة القرن»، واعتبرتها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، وذلك خلال الاجتماع الاستثنائي على مستوى وزراء الخارجية بجدة أمس.

ودعت المنظمة إلى عدم تبني أي جهود لا تلبي الحقوق الفلسطينية، والتأكيد على موقفها المبدئي الداعم للفلسطينيين في نضالهم العادل لإقامة دولتهم وعاصمتها القدس.

وترأس الجلسة الافتتاحية وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الذي شدد على أن «الدول الإسلامية والقضية الفلسطينية تشهد مرحلة دقيقة وهامة. وفي هذه المرحلة الحساسة للقضية الفلسطينية تأسست منظمة التعاون الإسلامي لتكون الصوت الجماعي للعالم الإسلامي والمدافع لقضايا ومصالح واستقرار الدول الإسلامية».

وأكد في كلمة بثتها منظمة التعاون الإسلامي بصفحتها الرسمية بموقع التواصل «تويتر»، وقوف المملكة مع فلسطين في جميع المحافل الدولية للحصول على حقوقها المشروعة، ولدعم خيارات الشعب الفلسطيني بما يحقق آماله وتطلعاته.

وأضاف «القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية الأولى للمنظمة»، مؤكدا «أنه «لن يؤثر تعدد القضايا والأزمات الإقليمية والدولية الحاضرة في الواقع المعاصر على القضية»، وتابع ابن فرحان «مطالبون بأكثر من أي وقت مضى للتضامن مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة».

وأشار الوزير إلى أن «السعودية وقفت مع الأشقاء الفلسطينيين وساندتهم على جميع المستويات، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود إلى عهد الملك سلمان الذي أطلق على القمة العربية في 2018 قمة القدس».

ولفت إلى تقديم السعودية مبادرة السلام العربية عام 2002، والتي أكدت أن الحل العسكري لا يحقق أيا من مصالح الطرفين، وأشار إلى أنه «في الوقت الذي تدعم فيه المملكة جميع الجهود للوصول لحل عادل للقضية، تؤكد أن تحقيق حل عادل بما يضمن حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية أمر ضروري».

دعم ثابت

وشدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين على موقف المنظمة ودعمها الثابت للشعب الفلسطيني في نضاله العادل حتى يتمكن من استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، بما فيها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

وجدد العثيمين التزام منظمة التعاون الإسلامي المشترك بالانخراط المستمر في الجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والعدالة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.

صفقة مرفوضة

أوضح الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمته أن ما يحدث الآن يتجاوز حدود فلسطين. «إنه اعتداء على النظام الدولي كما نعرفه. ولدى الدول في منظمتنا مصلحة كبيرة في حماية القواعد والقوانين التي تحكم العلاقات الدولية التي أقرت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وبناء على كل هذه الأسباب والإيضاحات نطالب الدول في منظمتنا برفض هذه الصفقة بشكل قاطع، وعدم قبول فرض أجندة الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي الاستعماري من ضم وإنكار للحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة على الشعب الفلسطيني وقيادته، وعدم التعاطي مع هذه الصفقة بأي شكل من الأشكال».

ودعا عباس الأمة الإسلامية إلى مساندة الشعب الفلسطيني ودعمه في هذه المرحلة الحرجة و»إبراز دورها في الذود والدفاع عن قضية منظمتنا وأمتنا الأولى والدفاع عن إسلامية وعروبة المسجد الأقصى المبارك، باتخاذ تدابير جادة وفعالة لحماية متطلبات تحقيق السلام العادل والشامل، وضمان مساءلة الاحتلال عن جرائمه من خلال اعتماد مسار جاد ومسؤول، يتمثل في العمل على رفع تكلفة استمرار هذا الاحتلال غير القانوني وسياساته الاستعمارية من ضم وتهجير. في ذات الوقت نمد أيدينا لسلام حقيقي يقوم على أساس العدل والقانون والحقوق، وليس على أساس أفكار متطرفة تنكر حقوق الآخر ووجوده وتطلعاته المشروعة».

انتهاك صارخ

وأعلنت المنظمة في ختام اجتماعها البيان الختامي من خلال اللجنة التنفيذية في اجتماعها الاستثنائي للنظر في تداعيات الإعلان عن خطة الإدارة الأمريكية الحالية، معربة عن أسفها للمقاربة المنحازة في الخطة، والتي تتبنى الرواية الإسرائيلية بالكامل وتؤسس لتبرير ضم مساحات شاسعة من أرض دولة فلسطين المحتلة تحت حجة الأمن لإسرائيل، في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية.

وقال البيان: تسترشد بميثاق ومقاصد الأمم المتحدة، وقراراتها ذات الصلة، ومبادئها، وعلى رأسها مبدأ عدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، وتدين أية مواقف وإجراءات ومبادرات ترمي إلى تقويض حقوق الشعب الفلسطيني.

ماذا حمل البيان الختامي؟

01 تؤكد مجددا على الطابع المركزي لقضية فلسطين والقدس الشريف بالنسبة للأمة الإسلامية.

02 تؤكد أن السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط، كخيار استراتيجي، لن يتحققا إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والانسحاب الكامل من أرض دولة فلسطين وباقي الأراضي العربية المحتلة منذ حزيران عام 1967، بما فيها مدينة القدس الشريف.

03 تؤكد أن خطة الإدارة الأمريكية التي أعلن عنها رئيس الولايات المتحدة تفتقر إلى أبسط عناصر العدالة وتدمر أسس تحقيق السلام، وتشرعن الاستعمار والآثار الناتجة عنه، وتزعزع الاستقرار وتهدد الأمن والسلم الدوليين.

04 ترفض هذه الخطة الأمريكية - الإسرائيلية، باعتبارها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة.

05 تدعو الإدارة الأمريكية إلى الالتزام بالمرجعيات القانونية والدولية المتفق عليها، لتحقيق السلام العادل والدائم والشامل.

06 تؤكد رفضها لأي خطة، صفقة أو مبادرة مقدمة من أي طرف كان للتسوية السلمية، لا تنسجم مع الحقوق الشرعية وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.

07 تحمل إسرائيل، سلطة الاحتلال غير الشرعي، المسؤولية عن تدهور الوضع على الأرض بسبب تنكرها للاتفاقيات وتحديها للشـرعية الدولية.

08 تحذر إسرائيل، سلطة الاحتلال غير الشرعي، من القيام بأية خطوة أو اتخاذ أي إجراءات لترسيخ احتلالها الاستعماري في أرض دولة فلسطين، بما فيها ضم أي جزء من

أرض دولة فلسطين المحتلة.

09 تدين وترفض أي مواقف تصدر عن أي جهة كانت تدعم إطالة أمد الاحتلال ومشروعه الاستعماري الاستيطاني التوسعي على حساب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.

10 تؤكد وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني وممثلها الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية، ومع الرئيس محمود عباس في وجه أية مؤامرة تستهدف حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف.

11 تؤكد على ضرورة أن تقوم الدول الأعضاء بالعمل مع دول المجتمع الدولي، ومؤسساته لتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن لرفض ومواجهة أي تحرك أو مقترح لا يتوافق مع القانون الدولي.

12 تؤكد على حق دولة فلسطين بالسيادة على كافة الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967.

13 تؤكد على التمسك بالسلام كخيار استراتيجي لحل الصراع.

14 تدعو الأمين العام لنقل موقف المنظمة الرافض لأي خطة، أو صفقة، أو مبادرة لا تلبي حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.