الرأي

إديني في الهايف وانا أحبك يا ناننس!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
هذه العبارة الخالدة التي قالها مزاجنجي (محمود عبدالعزيز) في فيلم «الكيف» وهو يرفض كلمات أغان من أحد المؤلفين لأنها ليست تافهة بما يكفي، ولأنه مقتنع أن الكلام كلما زادت «تفاهته» زاد ثمنه وكثر رواجه. اليوم أصبحت هذه العبارة هي شعار جل ـ إن لم يكن كل ـ القنوات الفضائية. الكل في سباق محموم نحو التفاهة والانحدار بالذوق العام إلى أقصى قاع يمكن ملامسته. هذا الأمر الذي كان يمكن رؤيته بوضوح في نوعية الأعمال الدرامية المقدمة على الشاشات استشرى الآن ليشمل كل شيء.. المسلسلات والبرامج الحوارية وغيرها من البرامج. أصبحت التفاهة هي الصنم المقدس للقنوات الفضائية في رمضان. مقارنة يسيرة بين الضيوف الذين كان المشاهد يتابعهم في برامج «الديمفر» ـ على سبيل المثال ـ وبين الضيوف من عينة سميرة وليلى وبقية الفاضلين والفاضلات من ضيوف هذا الرمضان تبين بوضوح الاتجاه العام للبرامج والمكان الذي يراد للمشاهد أن «ينثبر» فيه. لست ضد المرح ولا الترفيه ولا حتى التفاهة نفسها، وأعتقد أنه من حق «كل» الناس أن يكونوا تافهين «لبعض» الوقت، ولكني ضد أن يكون هذا السائد، بل الخيار الوحيد المتاح على الفضاء. ووجود «بعض» القنوات التافهة أمر لا مفر منه، لكن أن يجبر المشاهد على اعتياد التفاهة وتقبلها كأسلوب حياة ومن قنوات محسوبة على هذا المشاهد، فالأمر أكبر من مجرد قنوات وبرامج ونقد عابر. وعلى أي حال .. توجد فكرة «بلهاء» لكنها تدر الكثير من المال، ولذا يروج لها بشدة. وأساس هذه الفكرة هو أن مكافأة الصائم هي مسؤولية القنوات الفضائية وهي من يجزي به، وأن من حقه أن يفعل ويشاهد كل شيء في المساء، بحجة أنه لم يكن يأكل في النهار. algarni.a@makkahnp.com