صفقة القرن خاصتي!
سنابل موقوتة
الأربعاء / 4 / جمادى الآخرة / 1441 هـ - 22:45 - الأربعاء 29 يناير 2020 22:45
نظرا لما تشهده المنطقة من عدم استقرار، ولكثرة الصراعات وغياب الإنسان غيابا كليا عن المشهد وعن الخطط السياسية التي يتبناها الزملاء قادة هذا الكوكب فيما يخص المنطقة العربية، فإني قد قررت أن أقوم بواجبي التاريخي، وأن أتحمل المسؤولية تجاه إنهاء الصراعات عموما والصراع العربي الصهيوني على وجه التحديد.
ولذلك فقد قررت منفردا أن أعقد صفقة القرن الخاصة بي، والتي تقوم على النقاط التالية:
أولا: السماح للصهاينة بحق العودة إلى أوطانهم الأصلية التي قدموا منها، وحثهم على المساعدة في بناء تلك الأوطان التي هي أولى من غيرها بخبراتهم ومهاراتهم، وذلك من منطلق أن كل جهد لا يبذل من أجل الوطن الأصلي فهو جهد في غير محله.
ثانيا: إجبار الفلسطينيين في المهجر ودول الشتات على العودة إلى فلسطين بعد تسهيل خروج الصهاينة إلى أوطانهم.
ثالثا: منع دول العالم الأول من تبني الكيانات المحتلة في المستقبل، والحد من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك.
رابعا: على دول العالم أن تدفع لي مبلغا لا يقل عن خمسين مليار دولار أمريكي لقاء جهدي في الوصول إلى هذا الحل العادل والمرضي للطرفين.
ثم أما بعد:
فهل تعتقد أيها الأخ القارئ أنه ليس من حقي فعل ذلك بحكم أني لا أملك الأرض ولا الشعب؟ أنت بهذا الاعتقاد تتجاهل أن الجميع يفعل ذلك، وأن الذين لا يملكون يطوفون الكوكب يعطون من لا يستحق، فلا تمنعني من المشاركة في هذا الكرنفال العالمي البهيج. أريد أنا أيضا أن أعطي ما لا أملك، وليس من حقك أن تعترض أو تمتعض.
والحقيقة أن صفقة القرن خاصتي أكثر إقناعا، لأنها تعالج أسباب المشكلة وليس أعراضها الجانبية. وتخيل معي قليلا فقط لو لم يكن هذا الكيان الصهيوني موجودا، فهل كنت ستسمع عن فيلق القدس؟ هل كنت ستسمع الخطب والشعارات الثورية والأنظمة التي «ركبت القضية» واتخذتها إلها يبيح لها أن تسحق الوطن والمواطن وتعيد الإنسان العربي إلى عصور ما قبل اكتشاف النار؟ هل كنت مثلا تتخيل أنه سيوجد شخص مثل حسن نصر الله يتعامل مع حباله الصوتية بمازوخية بشعة من أجل أن يقنعنا أنه يقاوم المحتل؟ حتى الحوثي، أيقونة التخلف والجهل في الكون، لن يستطيع أن يقول إنه يقاتل اليهود وإسرائيل في تعز والحديدة. كانت كل خطب الجماعات والأحزاب ستكون بلا معنى، ليس خطبها فقط، بل إنها كلها لن يكون لوجودها معنى دون هذا المبرر الذي زرع غصبا ليكون مبررا لكل شيء يقمعك ويمنعك من التقدم خطوة واحدة للأمام.
أعلم أن كثيرين يربطون بين مواقف بعض الفلسطينيين وبين القضية نفسها، وهذا من الأعراض وليس المرض الحقيقي. وأعلم أنه على الطرف الآخر كما يوجد شهداء وأبطال وشعب جبار، لا زالوا يرابطون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، فإن فيهم أيضا من لا يسوى»التالية من الغنم»، وأعرف صديقا فلسطينيا تحدث عن «قيادة المرأة في السعودية» أكثر مما تحدث عن قضية فلسطين. والسعودية بلد كبير من الطبيعي أن يتحدث الجميع عنه، لكن حين يكون لديك قضية جوهرية ومحورية فإن كلامك فيما عداها محض هراء وجبن وهروب من الحقيقة.
وعلى أي حال..
سأعمل جاهدا على أن أمرر صفقة القرن خاصتي. ربما تفشل ولكن الموت مع الجماعة رحمة، فلم يسبق أن نجحت صفقة قبلها، سأحرص في حال فشلها أن أهتم في المرة القادمة بوجود الأطراف التي أريد أن أعقد الصفقة معها، لأن الصفقة من طرف واحد تشبه الحب من طرف واحد، نهايتها مأساوية دائما.
agrni@
ولذلك فقد قررت منفردا أن أعقد صفقة القرن الخاصة بي، والتي تقوم على النقاط التالية:
أولا: السماح للصهاينة بحق العودة إلى أوطانهم الأصلية التي قدموا منها، وحثهم على المساعدة في بناء تلك الأوطان التي هي أولى من غيرها بخبراتهم ومهاراتهم، وذلك من منطلق أن كل جهد لا يبذل من أجل الوطن الأصلي فهو جهد في غير محله.
ثانيا: إجبار الفلسطينيين في المهجر ودول الشتات على العودة إلى فلسطين بعد تسهيل خروج الصهاينة إلى أوطانهم.
ثالثا: منع دول العالم الأول من تبني الكيانات المحتلة في المستقبل، والحد من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك.
رابعا: على دول العالم أن تدفع لي مبلغا لا يقل عن خمسين مليار دولار أمريكي لقاء جهدي في الوصول إلى هذا الحل العادل والمرضي للطرفين.
ثم أما بعد:
فهل تعتقد أيها الأخ القارئ أنه ليس من حقي فعل ذلك بحكم أني لا أملك الأرض ولا الشعب؟ أنت بهذا الاعتقاد تتجاهل أن الجميع يفعل ذلك، وأن الذين لا يملكون يطوفون الكوكب يعطون من لا يستحق، فلا تمنعني من المشاركة في هذا الكرنفال العالمي البهيج. أريد أنا أيضا أن أعطي ما لا أملك، وليس من حقك أن تعترض أو تمتعض.
والحقيقة أن صفقة القرن خاصتي أكثر إقناعا، لأنها تعالج أسباب المشكلة وليس أعراضها الجانبية. وتخيل معي قليلا فقط لو لم يكن هذا الكيان الصهيوني موجودا، فهل كنت ستسمع عن فيلق القدس؟ هل كنت ستسمع الخطب والشعارات الثورية والأنظمة التي «ركبت القضية» واتخذتها إلها يبيح لها أن تسحق الوطن والمواطن وتعيد الإنسان العربي إلى عصور ما قبل اكتشاف النار؟ هل كنت مثلا تتخيل أنه سيوجد شخص مثل حسن نصر الله يتعامل مع حباله الصوتية بمازوخية بشعة من أجل أن يقنعنا أنه يقاوم المحتل؟ حتى الحوثي، أيقونة التخلف والجهل في الكون، لن يستطيع أن يقول إنه يقاتل اليهود وإسرائيل في تعز والحديدة. كانت كل خطب الجماعات والأحزاب ستكون بلا معنى، ليس خطبها فقط، بل إنها كلها لن يكون لوجودها معنى دون هذا المبرر الذي زرع غصبا ليكون مبررا لكل شيء يقمعك ويمنعك من التقدم خطوة واحدة للأمام.
أعلم أن كثيرين يربطون بين مواقف بعض الفلسطينيين وبين القضية نفسها، وهذا من الأعراض وليس المرض الحقيقي. وأعلم أنه على الطرف الآخر كما يوجد شهداء وأبطال وشعب جبار، لا زالوا يرابطون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، فإن فيهم أيضا من لا يسوى»التالية من الغنم»، وأعرف صديقا فلسطينيا تحدث عن «قيادة المرأة في السعودية» أكثر مما تحدث عن قضية فلسطين. والسعودية بلد كبير من الطبيعي أن يتحدث الجميع عنه، لكن حين يكون لديك قضية جوهرية ومحورية فإن كلامك فيما عداها محض هراء وجبن وهروب من الحقيقة.
وعلى أي حال..
سأعمل جاهدا على أن أمرر صفقة القرن خاصتي. ربما تفشل ولكن الموت مع الجماعة رحمة، فلم يسبق أن نجحت صفقة قبلها، سأحرص في حال فشلها أن أهتم في المرة القادمة بوجود الأطراف التي أريد أن أعقد الصفقة معها، لأن الصفقة من طرف واحد تشبه الحب من طرف واحد، نهايتها مأساوية دائما.
agrni@