في ظل التنافس المحموم بين شركات التكنولوجيا في العالم للوصول إلى مستخدمين كثر، ظهرت أخيرا منصة جديدة ضمن تطبيقات التواصل الاجتماعي تدعى «كوكون»، وهي منصة تحمل طابعا من الخصوصية، حيث يصفها مؤسساها ساشين مونغا وأليكس كورنيل وهما موظفان سابقان كانا يعملان في فيس بوك، بأنها ليست شبكة اجتماعية، لكنها مساحة خاصة لـ»مجموعة أقرب ما تكون للعائلة».

ساشين مونغا، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة كوكون Cocoon، يؤكد أنهم لن يشاركوا بيانات العملاء، ولن يبيعوها لأطراف أخرى.

تقوم فكرة التطبيق على إتاحة المجال لمستخدميه باختيار 10 أفراد فقط، لبناء مجموعة افتراضية جديدة للتواصل فيما بينهم ومتابعة أخبارهم وتحديثاتهم من خلال استخدام الصور والإيموجي.

منصة كوكون تعد مجانية في الوقت الحالي لكن مؤسسيها يسعون في المستقبل القريب جعلها تقوم على اشتراك دون الحاجة لبيع بيانات المستخدمين، ويراهن مؤسسا تطبيق كوكون على مساحة الخصوصية وحركة المرور التي يتمتع بها كوكون مقارنة بالتطبيقات الأخرى.

الخبير التكنولوجي جون ويلسون يقول في تعليقه على هذا التطبيق الجديد «الشيء العظيم في تطبيق كوكون هو أنه لا يمتزج بكثير من الضوضاء الأخرى، حيث تحصل على المعلومات التي تهمك، بدلا من أي شيء إضافي قد يزعجك، إنه نوع من المساعدة للوصول إلى مبتغاك بسرعة».

في ظل تزايد الحديث عن الخصوصية وفي استطلاع للرأي أجرته مؤخرا «إن. بي. سي» و»وول ستريت جورنال»، اتضح من خلاله أن أكثر من 60 % من المستخدمين لا يثقون في فيس بوك ويخشون على بياناتهم، ويعتقد أكثر من 80 % أن وسائل التواصل الاجتماعي عبارة عن مضيعة للوقت. وفقا لدراسة أجرتها شركة أبحاث عام 2018، تبين أن نصف مستخدمي فيس بوك عدلوا إعدادات الخصوصية الخاصة بهم.

هذا الوضع سيدفع بعض المستخدمين للتوجه نحو منصات أصغر تراعي جوانب الخصوصية وتركز عليها وتقدم لهم ما يرغبون فيه.

في الآونة الأخيرة زادت شعبية تطبيقات الشبكات الأصغر حجما، كـ «لايف 360» Live360 وكوهورت Kohort وكلوستر Cluster، لكنها تواجه تحديا، حيث إن عدد مشتركيها لا يزال صغيرا إذا ما قورن بنحو 2.5 مليار مستخدم لفيس بوك.

يظل التحدي الأصعب لتلك التطبيقات الجديدة هو كيفية جذب أكبر عدد من رواد التواصل الاجتماعي وإقناعهم بجدوى استخدامه.

• كوكون تطبيق مصغر يركز على الخصوصية
• يتيح اختيار 10 أفراد لتكوين مجموعة افتراضية
• يواجه تحدي جذب المستخدمين

nalhazani@