الرأي

كم من «مسك» نحتاج؟

محمد العـوفي
المبادرات التي تقوم بها مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية «مسك» الخيرية لم تقتصر على مجال معين، بل شملت مجالات متعددة ومتخصصة ذات صلة باحتياجات سوق العمل واتجاهات سوق العمل المستقبلي، المبادرات والبرامج التي أعلنت عنها المؤسسة منذ بداية العام بالتعاون مع مؤسسات عالمية ذائعة الصيت في مجالات متخصصة، على سبيل المثال لا الحصر: الشركة السعودية للاستثمار الجريء وفينيغان للحقوق الفكرية وشركة لوريال، الشركة الرائدة والعالمية في مجالات الاستراتيجية والتقنية والابتكار«Arthur D Little» وإيه دي إل للتدريب التعاوني؛ تؤكد نهج المؤسسة في التركيز على المبادرات والتشجيع على الإبداع، والتي تهدف من خلالها إلى استدامة هذه المبادرات ونموها من خلال توفير البيئة المناسبة للاستثمار في رأس المال البشري لتمكين غالبية البلاد من التطور.

هذه المبادرات بدأت تأخذ زخما كبيرا، جعل كثيرا من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية تتعاون مع أكاديمية مسك - إحدى أذرع مؤسسة مسك الخيرية - لتقديم برامج نوعية وموجهة لخدمة القطاعات التي تحتاجها، وكل ذلك يصب في مصلحة الاقتصاد وتنمية مهارات الخريجين، وتأهيلهم لسوق عمل يحتج دائما بعدم توافق مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل.

استطاع القائمون على «مسك» قراءة مستقبل سوق العمل وتوجه الاقتصاد ورؤيته نحو اقتصاد متنوع يمثل رأس المال البشري، واستغلال طاقاته والتحولات التي سيمر بها وصولا إلى رؤية السعودية 2030، لذلك انطلقوا من حيث كانت الرؤية لتمكين المجتمع في كل مجالات الحياة، والتقدم على أعلى المستويات في مجال الأعمال والأدب والثقافة والعلوم الاجتماعية والتكنولوجية، عن طريق إنشاء حاضنات لتطوير وإنشاء وجذب مؤسسات عالية المستوى، وتوفير البيئة التنظيمية لذلك. هذه المبادرات حتما ستؤتي ثمارها في المستقبل القريب، وستكون أداة بناء لجيل واعد.

وفي ظل قلة المؤسسات الخيرية التي تركز جهودها على تطوير جيل الشباب وصقل مواهبهم وتطوير مهاراتهم بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل ورؤية السعودية؛ كم من «مسك» نحتاج في المستقبل لتسهم في نمو المنجزات الإبداعية عبر اكتساب الخبرات العلمية والعلمية لجيل الشباب الواعد والصاعد، الذي نعول عليه في أن يقود قاطرة التنمية في السنوات المقبلة عندما تنضج العقول وتصقل التجربة والخبرة في ميدان العمل.

mohdalofi@