خامنئي يقود أكبر نظام استبدادي بالعالم
بروكنغر والتايم وكازنيغي: خامنئي يتربع على أكبر نظام استبدادي في العالم تجاوز 80 عاما دون تحديد وريثه وقضى على كل منافسيه المحتملين لم يغادر طهران منذ 31 عاما ويختفي خلف عباءة الولي الفقيه يهيمن على الاقتصاد والقضاء والقوات المسلحة ووسائل الإعلام يتلقى ملايين الدولارات على شكل تبرعات خيرية من الأضرحة
الاحد / 24 / جمادى الأولى / 1441 هـ - 19:45 - الاحد 19 يناير 2020 19:45
على الرغم من التقدم في العمر، والشائعات الصحية التي تلاحق المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إلا أنه لم يفكر حتى الآن في تعيين وريث له، وما زال هدفه الأساسي زيادة هيمنته على الحكم ومواصلة استبداده وقمعه للشعب الإيراني الذي ثار مؤخرا على الظلم والفساد.
اتفق مركز بروكنغز للأبحاث، مع مؤسسة كازنيغي للسلام الدولي، ومجلة التايمز الأمريكية على أن خامنئي يتربع على رأس أكبر نظام استبدادي في العالم، وأنه رأس الأفعى التي تقود طهران إلى الهلاك، وأن أولوياته الرئيسية هي بقاؤه وبقاء إيران بالشكل الذي يقرره.
وفيما يفتقر خامنئي إلى الدعم الشعبي والكاريزما والمؤهلات لسلفه الخميني مؤسس الثورة الإيرانية، أظهر بخبثه الكبير قدرة فائقة على السيطرة محليا وممارسة السلطة دون مساءلة.
صعود خامنئي
صلاحيات الولي الفقيه
الاختفاء في الظل
ومع ذلك، سادت آراء خامنئي باستمرار، وهيمنت رؤيته الداخلية، ووجهات نظره في السياسة الخارجية التي تقف ضد الولايات المتحدة ودول الجوار.
كيف وسع خامنئي سلطته؟
سياسته الخارجية
تحديات خامنئي
اتفق مركز بروكنغز للأبحاث، مع مؤسسة كازنيغي للسلام الدولي، ومجلة التايمز الأمريكية على أن خامنئي يتربع على رأس أكبر نظام استبدادي في العالم، وأنه رأس الأفعى التي تقود طهران إلى الهلاك، وأن أولوياته الرئيسية هي بقاؤه وبقاء إيران بالشكل الذي يقرره.
وفيما يفتقر خامنئي إلى الدعم الشعبي والكاريزما والمؤهلات لسلفه الخميني مؤسس الثورة الإيرانية، أظهر بخبثه الكبير قدرة فائقة على السيطرة محليا وممارسة السلطة دون مساءلة.
صعود خامنئي
- ولد خامنئي عام 1939 لعائلة تقليدية ذات أصول متواضعة.
- كان والده رجل دين، وبدأ تعليمه في سن مبكرة.
- درس في قم بمعهد آية الله الخميني، وشارك في التمرد ضد الشاه رضا بهلوي.
- قُبض عليه عدة مرات في الستينات والسبعينات، وقضى سنوات في السجن وتعرض للتعذيب.
- عمل لفترة وجيزة كوزير للدفاع ثم المشرف على الحرس الثوري.
- في عام 1981 بعد إقالة رئيس واغتيال آخر، طلبت النخبة الثورية من خامنئي الترشح للرئاسة.
- انتخب رئيسا لفترتين من 1981 إلى عام 1989 وشهدت ولايته الحرب العراقية الإيرانية.
- لعب دورا سياسيا ثانويا خلف رئيس الوزراء مير موسوي، ورئيس البرلمان رفسنجاني وقائد الحرس الثوري محسن رضائي.
- ظهر خامنئي كخيار رئيسي كمرشح لمنصب المرشد الأعلى بعد وفاة الخميني عام 1989.
- عارض تعيينه بعض كبار رجال الدين الذين شعروا أنه غير مؤهل، لكن مجلس الخبراء وافق عليه في النهاية.
صلاحيات الولي الفقيه
- يتمتع بسلطة على القضاء والقوات المسلحة النظامية والحرس الثوري والنخبة ووسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة.
- يسيطر على المؤسسات القوية، مثل مجلس الدستور المؤلف من 12 عضوا، والذي يتمتع بسلطة فحص المرشحين للانتخابات واستخدام حق النقض ضد القرارات البرلمانية.
- يهيمن على الاقتصاد الإيراني، ويملك سلطة إصدار القرار بشأن كيفية إنفاق إيرادات النفط في البلاد.
- يشرف على البونياد وهي مؤسسات خيرية لها أصول بمليارات الدولارات، إضافة إلى ملايين الدولارات التي يتلقاها مكتبه على شكل تبرعات خيرية مقدمة إلى الأضرحة الإيرانية.
الاختفاء في الظل
- لم يغادر إيران العاصمة طهران منذ عام 1989، وظل على مدار 31 عاما يختفي خلف الرؤساء في التغطية الإعلامية الدولية، ويظهر ويختفي بشكل مستمر، فعلى سبيل المثال:
- من 1989 إلى1997، كان ينظر إلى الرئيس هاشمي رفسنجاني، وليس خامنئي، على نطاق واسع باعتباره أقوى مسؤول في إيران.
- من عام 1997 إلى عام 2005، صمد الرئيس محمد خاتمي من خامنئي من اليسار مع دعواته للإصلاح في الداخل و»حوار الحضارات» مع الغرب.
- من عام 2005 إلى عام 2013، قام الرئيس أحمدي نجاد بتفوقه من اليمين بمشاعره الساخرة ضد إسرائيل والتعديلية للهولوكوست.
- منذ عام 2013، منح الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف المجتمع الدولي آمالا في أن تكون إيران أكثر انفتاحا واعتدالا.
ومع ذلك، سادت آراء خامنئي باستمرار، وهيمنت رؤيته الداخلية، ووجهات نظره في السياسة الخارجية التي تقف ضد الولايات المتحدة ودول الجوار.
كيف وسع خامنئي سلطته؟
- أنشأ شبكة واسعة من «المفوضين الكتابيين» في المؤسسات العامة الكبرى الذين يتمتعون بسلطة التدخل في شؤون الدولة لفرض سلطته.
- تغلب الحرس الثوري، الذي يعين كبار القادة فيه، على رجال الدين باعتباره المؤسسة السياسية والاقتصادية الأكثر قوة في إيران.
- استفاد ببراعة من الفراغات المتنامية للسلطة في الشرق الأوسط، والتي نتجت عن الانتفاضات الشعبية والإزالة التي قادتها الولايات المتحدة لكبير الخصوم الإقليميين في إيران، صدام حسين في العراق.
سياسته الخارجية
- بالنسبة لخامنئي، كانت ثورة 1979 تدور حول تخليص إيران من شرين ـ الشاه وأمريكا ـ وبحسب مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي فإن سياسته الخارجية تركز على محاور عدة:
- الولايات المتحدة الأمريكية: يرفع شعار المقاومة، ويعتقد أن واشنطن تتطلع إلى العودة إلى علاقة مع إيران التي كانت قائمة خلال عهد رضا بهلوي، ويقود حملة سياسية وثقافية لتقويض الحكم الثيوقراطي من خلال ثورة «ناعمة» أو «مخملية».
- السعودية: باتت المملكة موضع غضب خامنئي، يعتبرها المنافس الأيديولوجي له في المنطقة، ويسعى بكل ما يملك من قوة لصناعة التوتر في اليمن والبحرين وسوريا والعراق ولبنان.
- العالم الإسلامي: يعيش في عالم الخيال لدرجة أنه أشار على موقعه الرسمي على الانترنت باسم «المرشد الأعلى للمسلمين»، وهو يعتقد أنه لا يمكن معالجة أو حل أي من القضايا الحساسة التي تواجه الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بالكامل دون مشاركة طهران.
- البرنامج النووي: يجسد في رأيه أهداف الثورة، ومن المرجح أن شكوك خامنئي العميقة تجاه الولايات المتحدة تعقد عملية التحقق من خطة العمل الشاملة المشتركة، والاتفاق النووي الذي وقعت عليه القوى الست الكبرى في العالم وإيران في يوليو 2015.
تحديات خامنئي
- إضافة إلى تنفيذ الاتفاق النووي، سيتعين عليه التوفيق بين المطالب المتزايدة لشباب عصريين وقاعدته السياسية المتشددة منذ فترة طويلة.
- على الصعيد الإقليمي، يتعين عليه أن يجد طريقة لوقف الحرب الأهلية في إيران، والحفاظ على مصالحه في سوريا، ودعم طهران المالي والعسكري الضخم لنظام الأسد أدى إلى تغذية المشاعر المعادية للفارسية والشيعة في جميع أنحاء العالم العربي السني، وتتعارض مثل هذه الطائفية مع تطلعات خامنئي، ويمكن أن يحد هبوط أسعار النفط من المغامرة الإقليمية في إيران.
- على المديين المتوسط والطويل، ستكون أولوية خامنئي البحث عن خليفة يرثه عقب موته، ولا سيما أن شرعية خامنئي ومستقبله السياسي في عام 2009 بدت غير مؤكدة إلى حد كبير، فمنذ عام 2015 لم تظهر أي تحديات كبيرة لحكمه، ورغم تقدمه في العمر وبقائه في المستشفى طويلا، فإنه لا يبدو أنه مريض في المظاهر العامة، لكنه لم يعين وريثا، ولا يوجد خلفاء واضحون له، في حالة موته أو عزله من السلطة.