العالم

فلول البشير وراء محاولة انقلاب السودان

البرهان يعلن القضاء على التمرد.. وحميدتي يصف الأحداث بـ«فرفرة المذبوح»

اتهم نائب رئيس المجلس السيادي بالسودان محمد حمدان دقلو «حميدتي» فلول نظام عمر البشير بتنفيذ مخطط تخريبي في البلاد، والوقوف وراء تمرد عناصر داخل مقرات تابعة لجهاز المخابرات الوطني، وأكد أن المدير السابق للمخابرات السودانية صلاح قوش يعد العقل المدبر لمحاولة الانقلاب.

ووصف حميدتي في مؤتمر صحفي في جوبا ما حدث بأنه «مخطط للفتنة مدروس يقف وراءه قوش عبر ضباط في الخدمة والمعاش ضمن مخطط الزحف الأخضر»، وأكد أن الأجهزة العسكرية في السودان مع الشعب قلبا وقالبا، ولن يسمحوا بانقلاب وتغيير لمسار وأهداف الثورة.

عودة الهدوء

أعلن رئيس المجلس السيادي السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عودة الهدوء إلى العاصمة الخرطوم، واستمرار حركة الملاحة في المطار بعد القضاء التمرد، مبينا أن جميع المقرات تحت سيطرة القوات المسلحة.

وقال في مؤتمر صحفي عقب الأحداث المؤسفة التي شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم أمس الأول، إن القوات المسلحة بكل مكوناتها عازمة على أن تتصدى لكل محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار ولكل محاولة لإجهاض الثورة السودانية، ولن يسمح بحدوث أي انقلاب في السودان.

وأضاف في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء عبدالله حمدوك أن القوات المسلحة السودانية والقوى السياسية وكل هياكل حكم الفترة الانتقالية، وقفت كلها صفا واحدا ضد هذه المؤامرة المدبرة ضد ثورة الشعب السوداني التي قصد منها النيل من ثورة ديسمبر.

سيطرة الجيش

وأشاد رئيس مجلس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك بالقوات المسلحة وقوات الدعم السريع «بما قامت به من عمل كبير ومقدر لحسم هذه الفتنة التي أريد لها أن توقف قطار التقدم نحو الديمقراطية والاستقرار والنماء والسلام»، وأضاف «ستظل قواتنا متماسكة خلف مهام الفترة الانتقالية إلى أن تبلغ منتهاها».

وسيطر الجيش السوداني على وحدة هيئة عمليات للمخابرات بضاحية كافوري بالخرطوم بحري بعد مواجهة عسكرية عنيفة مع متمردين. وأفاد موقع أخبار السودان بأن مدرعات ودبابات للجيش السوداني تمركزت قرب المقر الرئيسي لهيئة العمليات شرق الخرطوم، بعد أن أمهلت المجموعة المتمردة 4 ساعات لتسليم أسلحتها أو اقتحام المقر.

وساد التوتر في الخرطوم بعد أن تمرد عناصر هيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة في منطقة كافوري بالخرطوم بحري وفي مناطق أخرى بالعاصمة.

6 قتلى ومصابين

أعلن رئيس أركان الجيش السوداني الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين أمس مقتل عسكريين اثنين وإصابة أربعة آخرين من أفراد الجيش السوداني أثناء السيطرة على تمرد بعض عناصر جهاز المخابرات.

وأوضح الحسين خلال مؤتمر صحفي جرى تنظيمه لإعلان انتهاء التمرد، أن الجيش نجح في القضاء على التمرد بأقل الخسائر، فيما أشار المتحدث باسم مجلس السيادة السوداني محمد الفكي سليمان، إلى استقرار الأوضاع في البلاد بعد السيطرة على مقار هيئة عمليات المخابرات العامة بالخرطوم.

وقال إن رئيس الوزراء وقيادات الحرية والتغيير والشرطة تابعوا عملية اقتحام رئاسة هيئة المخابرات بالخرطوم من مكتب رئيس القيادة العامة للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان.

محاكمة عاجلة

وأكد النائب العام السوداني تاج السر علي الحبر أن ما حدث «جريمة تمرد بكامل أركانها»، وقال «يجب تقديم مرتكبي الجريمة إلى محاكمات عاجلة»، وأوضح أن «الأمن وسيادة القانون هما الأساس للاستقرار».

وكان بيان صدر أمس الأول عن المخابرات السودانية أفاد بأنه «في إطار هيكلة الجهاز وما نتج عنها من دمج وتسريح، حسب الخيارات التي طرحت على منسوبي هيئة العمليات، اعترضت مجموعة منهم على قيمة المكافأة المالية وفوائد ما بعد الخدمة».

انتهاكات جسيمة

وقال المتحدث باسم حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور، معتصم محمد صالح في تصريحات لقناة الحرة الأمريكية، إن الفريق صلاح قوش المتهم بقيادة الانقلاب، سبق له التورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في دارفور وجبال النوبة، وضد الناشطين في السودان، وأشرف بنفسه على عمليات تعذيب لعشرات الأشخاص شهاداتهم موثقة في الأسافير، مؤكدا أن قوش ضالع في عمليات فساد مالي وإداري كبيرة، وقال «هذا مجرم من الدرجة الأولى».

واتهمت جماعات حقوقية صلاح قوش بلعب دور رئيسي في قمع الاحتجاجات الشعبية في السودان، والتي انتهت بإعلان استقالته بعدها، حيث أعلن المجلس العسكري الانتقالي في السودان في 14 أبريل 2019 أن رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح قوش استقال من منصبه.

المتهم بقيادة الانقلاب.. من هو؟


  • الفريق أول صلاح قوش.


  • ولد عام 1957، وينحدر من قبيلة الشايقية بشمال السودان.


  • تخرج من كلية الهندسة بجامعة الخرطوم، والتحق بالعمل الاستخباراتي بعد تولي مجلس قيادة ثورة الإنقاذ بقيادة البشير مقاليد الحكم عام 1989.


  • تولى منصب مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني عام 2004.


  • شغل منصب مستشار البشير في 2009.


  • اتهم بالتورط في محاولة انقلاب على البشير عام 2011 بمساعدة ضباط آخرين وأقيل من منصبه.


  • حكم على قوش بالسجن بعد إدانته بالتخطيط للانقلاب عام 2012، لكن أفرج عنه بموجب عفو رئاسي في 2013.


  • عاد لمنصب مدير المخابرات مرة أخرى بقرار من البشير في أغسطس 2018.


  • اعترف قوش في لقاء تلفزيوني بأن الحكومة السودانية تسلح ميليشيات الجنجويد في دارفور وأقر أن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان حدثت في دارفور.


  • اعتبرته صحيفة نيويورك تايمز»عقل الحكومة السودانية»، ووضع ضمن 17 شخصا كمرتكبي جرائم حرب في إقليم دارفور.


  • في أغسطس 2019 أدرجت الولايات المتحدة قوش ضمن قائمة الممنوعين من دخول أراضيها، بداعي ضلوعه في انتهاكات لحقوق الإنسان.