الرأي

خفافيش الظلام.. ووحدة المجتمع

تفاعل

لوحظ في الآونة الأخيرة ظهور بعض (الهشتاقات) عبر تويتر تحاول إثارة الفتنة من خلال الحديث عن أفضل القبائل، أو عن المدينة الفلانية وسكانها من أي القبائل، وكل تلك الهشتاقات معروف مصدرها ولا يقصد منها سوى إشعال شرارة الفتنة داخل المجتمع السعودي وتحريضه ضد بعضه بعضا ظنا منهم بأن هذا الشعب العظيم بتلك السذاجة والسطحية التي يظنونها، ومعتقدين بأنه سينقاد خلف ما يروجون له من قبح وفتن لا تصدر إلا من أرباب الفتنة ومروجيها الذين من غبائهم وسذاجة سطحيتهم يظنون بأننا شعب يخدع بهذه السهولة. إنهم حقا أشباح الظلام المندسون في دهاليزه الشيطانية التي تحتويهم وتؤويهم وتؤوي ذلك القبح الذي يستترون خلفه، محاولين تمرير ألاعيبهم القذرة على شعب يشعر بوحدة الإيمان الفطري السوي في داخله. لذا لا تجد تلك النداءات الحقودة أي استجابة من أفراد شعب يؤمن بأن العقيدة السليمة الخالية من الشوائب تدعو إلى المساواة وعدم التفرقة، بل أبعد من ذلك فهي تنبذ أي قول أو فعل (عنصري) هو بالتأكيد سيكون دخيلا على مجتمع يكونه شعـب يمقت العنصرية بكل أنواعها وأشكالها ويعيش في تآلف وتجانس يحسدنا عليه أرباب الفتن هؤلاء وأمثالهم. ولا نقول لهم سوى اذهبوا وحقدكم إلى جحيم أنتم صنعتموه بأيديكم لأنفسكم ولن يكتوي به أحد غيركم، وستظل وحدة هذا الوطن شامخة لن تهزها محاولات يائسة لا تصدر إلا من حفنة من الخارجين على تعاليم الدين والأعراف والأنظمة والقوانين والمثل والقيم الإنسانية السوية. إنهم بحق مجرد شرذمة تعيش في مأزق الوحدة والعزلة محاصرة من كل قيم الأرض وأديانها، فما بالك بالدين الإسلامي الذي هو بريء منهم ومن كل ما يلصقونه به من جرائم وفظائع لا يجيزها شرع ولا قانون، بل هي في نظر الإسلام مخالفة لتعاليمه السمحة التي حث عليها المصطفى المرسل رحمة للعالمين عليه الصلاة والسلام وليس بالتعذيب والتشريد وسفك الدماء كما يفعلون مدعين بأن ذلك هو الجهاد بينما هو خروج نهائي وبلا رجعة من دائرة الدين العظيم وتعاليمه.