الرأي

التعالي والقاعدة الهشة

مانع اليامي
التعالي على الناس سلوك لا ينقصه قبح ولا قلة حياء، لم لا وفيه خروج صحيح على مكارم الأخلاق. لن أتناول الموضوع من الناحية الشرعية احتراما لسعة اطلاع الغالبية العظمى الذين لا ينقصهم معرفة، وأولا وأخيرا للأمر أهله.

في وجه العموم جاري الأيام فيه علامات واضحة لتحرك ظاهرة سلوكية سيئة في بعض الأوساط الاجتماعية. البعض اعتنق مذهب التعالي على عباد الله وتعمم بالغرور، يعظم ظهوره ولا يطيب له غير مزاحمة الأكتاف في المحافل، لإبراز عورته دون إدراك منه وعلى صدى كلمات الثناء البالونية يتراقص.

بعض أفراد المجتمع يتفننون في الاستهزاء المستتر بهذا النوع من البشر عبر منافذ المديح، والأساليب تتنوع، وفي معظمها دعابة لكن مثل هذا الخط خطير وله انعكاسات سلبية تسهم في تكاثر المتعالين الذين وضعوا أنفسهم على بوابة الازدراء.

الشاهد في كل الأحوال هو أن أخلاق الإنسان كيفما كانت على أرض الواقع تشكل عمليا انعكاسات نفسه، فالتعامل الكريم يعود لسلامة النفس وصفوها، والتعامل الذميم في المقابل مرده مرض النفس والانشغال بتفريغ اللؤم في هيئة سلوك يتحرك على وقع الشعور بالنقص، وهذا الأخير هو بوابة الدخول في الدوائر المظلمة.

المصيبة أن الراصد في محيطه الاجتماعي هنا أو هناك لن يتجاوز حقيقة وقوف هذه الفئة الممتلئة بالغرور الفارغ على قاعدة هشة، يظهر لي وفق تقديراتي المتواضعة أن ثمة حالة هروب من الواقع، وهذا الهروب يرتبط بتراكمات النقص المحرضة على التوهم، مما يفضي إلى الانفصام عن الواقع، هكذا يبدو لي. ولعلماء النفس وأهل الاختصاص الرأي القوي القويم. المشكلة في المتعالي الغبي الذي يضيع فرص ترميم تشققات نفسه ووضعه ويعرض نفسه كل يوم لسهام النقد والاستهزاء. أنتهي هنا وبكم يتجدد اللقاء.

alyamimanae@gmail.com