الرأي

قاسم وسليماني.. تصدير واستيراد!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
الجنرال المنتظر قاسم سليماني يهدد بأنه سيشعل النيران في المنطقة ردا على قرار بحريني بسحب جنسية عيسى قاسم وهو أحد رجال الدين الشيعة. وقبل أن أكتب الأسطر التالية فإنه لا بد من التوضيح أني لم أقتنع يوما بـ»سحب الجنسية» كعقوبة لأي إنسان، وأومن أن الجنسية مثل الاسم، حق للإنسان لا يغيره إلا بإرادته، هي شيء يشبه أن يصدر حكم بتغيير اسم أحدهم لأن اسمه صالح، ولكنه ارتكب جريمة ما أثبتت أنه غير صالح. وعودة إلى دفاع الإيراني سليماني عن المتهم البحريني، فإن هذا الاندفاع والحماس لدرجة التهديد بإشعال المنطقة يدلان على أن التهم التي عوقب من أجلها عيسى قاسم صحيحة، فدفاع سليماني والحرس الثوري عن أحدهم ليس مجرد قرينة ولكنه دليل واضح على تهمة «العمالة والخيانة». دفاع إيران عن «حق الجنسية»، لن يجعل منها سويسرا، فهي من تقتل وتهجر الناس من أوطانهم، إما بشكل مباشر أو عبر ميليشياتها في اليمن والعراق وسوريا. ولأن هذا زمن البجاحة فإنه يبدو منطقيا في هكذا زمن أن تستنكر إيران عقوبات الإعدام في الوقت الذي تزاحم المشانق أعمدة الإنارة في شوارع طهران. وحديث إيران عن الطائفية لن يجعل منها السويد الفارسية، وهي التي تقتل مواطنيها بتهم مثل تهمة «الوهابية». الأمور واضحة وهذه ليست المشكلة، فالمشاكل الواضحة يسهل حلها، المشكلة أنه ما زال هناك من يصدق ويدافع عن انتهاكات إيران ويلطف مسمياتها، ثم يغضب حين يتهم بأن ولاءه للتصدير الخارجي فقط. وعلى أي حال.. قد يكون مستساغا أن تحاول إيران تصدير «مشاكلها» للخارج، وأن تحاول إشعال حرائق في بيوت الجيران حتى تُلهي أهل بيتها، لكن غير المستساغ هو أن تقبل أنت أن تكون مستوردا لتلك المشاكل، وأن تكون مجرد عود ثقاب إيراني في بلدك! algarni.a@makkahnp.com