تهور إردوغان يفضح عجز أوروبا
محلل ألماني: الفشل يخيم على السياسة الخارجية للاتحاد من ليبيا إلى إيران
الثلاثاء / 12 / جمادى الأولى / 1441 هـ - 19:30 - الثلاثاء 7 يناير 2020 19:30
في الوقت الذي بدأ فيه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التحرك لإرسال قواته إلى ليبيا، يفضح ذلك عجز الاتحاد الأوروبي على صعيد السياسة الخارجية.
وفي حين أن حقائق الجغرافيا والمصالح تحتم تدخل القوى الأوروبية دبلوماسيا في الأزمة الليبية، فالواقع يقول إن تركيا وروسيا عازمتان على تقسيم ليبيا إلى مناطق نفوذ على غرار ما حدث في سوريا، وهو ما سيضر بمصالح الاتحاد الأوروبي، بحسب رؤية المحلل السياسي الألماني أندرياس كلوت في تحليله الذي نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء.
وفي حين يتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة بعد مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في قصف جوي أمريكي لسيارته في العاصمة العراقية بغداد، يبدو أن الاتحاد الأوروبي ليس له أي دور مؤثر في الملف الإيراني، والآن ينسحب حكام إيران تدريجيا من الاتفاق النووي الذي وقعوه عام 2015 مع 6 دول بينها أكبر ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي، وهي فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.
تساهل وسذاجة
ويقول كلوث الذي شغل في وقت سابق منصب رئيس تحرير صحيفة هاندلسبلات الألمانية، إن الاتفاق النووي الذي تم توقيعه بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى ألمانيا، كان يعد أحد أكبر إنجازات السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. والآن يبدو أن الأمر كما لو كان تساهلا جديدا في مسلسل السذاجة الأوروبية.
الحقيقة أن المصالح الحيوية للاتحاد الأوروبي في كل من ليبيا وإيران باتت على المحك، على سبيل المثال، فإن ليبيا هي دولة فاشلة على بعد عدة أميال من السواحل الأوروبية، وقد أصبحت مأوى لعصابات تهريب البشر والمهاجرين غير الشرعيين المتجهين إلى الاتحاد الأوروبي، كما أن مياهها الإقليمية تتماس مع المياه الإقليمية لليونان وقبرص وتركيا ودول أخرى تتنافس على حقوق التنقيب عن الغاز.
انقسام أوروبي
ووفقا لكلوت، بدلا من أن يتخذ الاتحاد موقفا دبلوماسيا موحدا تجاه ليبيا، نجد أن دول الاتحاد منقسمة في دعمها لأطراف الحرب الأهلية في ليبيا، فإيطاليا وهي القوة الاستعمارية السابقة لليبيا، تدعم حكومة رئيس الوزراء الليبي فايز السراج المعترف بها من جانب الأمم المتحدة، وهي الحكومة التي تدعمها تركيا، في المقابل تدعم فرنسا اللواء خليفة حفتر المدعوم من روسيا، وهذا مجرد مثال واحد على تجاهل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بشكل عام.
وهذا الضعف في السياسة الخارجية، يتناقض مع قوة الموقف الموحد للاتحاد في مجالات أخرى. فعلى الصعيد التجاري أصبح الاتحاد الأوروبي قوة عالمية عظمى بفضل مواقفه الموحدة، حتى لو أدى ذلك إلى التخلي عن بعض المصالح الوطنية للدول الأعضاء. فحتى الآن ما زالت قضايا السياسة الخارجية والدفاعية تعامل من منظور وطني بحت للدول الأعضاء، ويبرز الحل في التخلي عن شرط الإجماع في صدور قرارات الاتحاد الأوروبي في مجال السياسة الخارجية، والاعتماد على «الأغلبية المؤهلة».
ساحة صراع
ويقول كلوت «في ليبيا التي ظلت ساحة لصراع طويل بين الأوروبيين والعثمانيين، يغيب الاتحاد الأوروبي عن الساحة، فمنذ نوفمبر الماضي تقوم تركيا بتسليح حكومة فايز السراج، في المقابل وقع السراج اتفاقية لترسيم الحدود مع تركيا، يمكن تعرقل مشروع خط لأنابيب الغاز بين إسرائيل وقبرص واليونان.
والآن يرسل إردوغان قواته إلى ليبيا، ويشير إلى رغبته في التوصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن ليبيا عند لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال الأسبوع الحالي، كما حدث بينهما بشأن سوريا، مثل هذا السيناريو يمنح تركيا السيطرة على اثنين من أهم معابر الهجرة غير الشرعية إلى الاتحاد الأوروبي.
بعبارة أخرى، من إيران إلى ليبيا، يتكرر فشل الاتحاد الأوروبي في حماية مصالحه بأي صورة يمكن تخيلها.
وفي حين أن حقائق الجغرافيا والمصالح تحتم تدخل القوى الأوروبية دبلوماسيا في الأزمة الليبية، فالواقع يقول إن تركيا وروسيا عازمتان على تقسيم ليبيا إلى مناطق نفوذ على غرار ما حدث في سوريا، وهو ما سيضر بمصالح الاتحاد الأوروبي، بحسب رؤية المحلل السياسي الألماني أندرياس كلوت في تحليله الذي نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء.
وفي حين يتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة بعد مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في قصف جوي أمريكي لسيارته في العاصمة العراقية بغداد، يبدو أن الاتحاد الأوروبي ليس له أي دور مؤثر في الملف الإيراني، والآن ينسحب حكام إيران تدريجيا من الاتفاق النووي الذي وقعوه عام 2015 مع 6 دول بينها أكبر ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي، وهي فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.
تساهل وسذاجة
ويقول كلوث الذي شغل في وقت سابق منصب رئيس تحرير صحيفة هاندلسبلات الألمانية، إن الاتفاق النووي الذي تم توقيعه بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى ألمانيا، كان يعد أحد أكبر إنجازات السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. والآن يبدو أن الأمر كما لو كان تساهلا جديدا في مسلسل السذاجة الأوروبية.
الحقيقة أن المصالح الحيوية للاتحاد الأوروبي في كل من ليبيا وإيران باتت على المحك، على سبيل المثال، فإن ليبيا هي دولة فاشلة على بعد عدة أميال من السواحل الأوروبية، وقد أصبحت مأوى لعصابات تهريب البشر والمهاجرين غير الشرعيين المتجهين إلى الاتحاد الأوروبي، كما أن مياهها الإقليمية تتماس مع المياه الإقليمية لليونان وقبرص وتركيا ودول أخرى تتنافس على حقوق التنقيب عن الغاز.
انقسام أوروبي
ووفقا لكلوت، بدلا من أن يتخذ الاتحاد موقفا دبلوماسيا موحدا تجاه ليبيا، نجد أن دول الاتحاد منقسمة في دعمها لأطراف الحرب الأهلية في ليبيا، فإيطاليا وهي القوة الاستعمارية السابقة لليبيا، تدعم حكومة رئيس الوزراء الليبي فايز السراج المعترف بها من جانب الأمم المتحدة، وهي الحكومة التي تدعمها تركيا، في المقابل تدعم فرنسا اللواء خليفة حفتر المدعوم من روسيا، وهذا مجرد مثال واحد على تجاهل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بشكل عام.
وهذا الضعف في السياسة الخارجية، يتناقض مع قوة الموقف الموحد للاتحاد في مجالات أخرى. فعلى الصعيد التجاري أصبح الاتحاد الأوروبي قوة عالمية عظمى بفضل مواقفه الموحدة، حتى لو أدى ذلك إلى التخلي عن بعض المصالح الوطنية للدول الأعضاء. فحتى الآن ما زالت قضايا السياسة الخارجية والدفاعية تعامل من منظور وطني بحت للدول الأعضاء، ويبرز الحل في التخلي عن شرط الإجماع في صدور قرارات الاتحاد الأوروبي في مجال السياسة الخارجية، والاعتماد على «الأغلبية المؤهلة».
ساحة صراع
ويقول كلوت «في ليبيا التي ظلت ساحة لصراع طويل بين الأوروبيين والعثمانيين، يغيب الاتحاد الأوروبي عن الساحة، فمنذ نوفمبر الماضي تقوم تركيا بتسليح حكومة فايز السراج، في المقابل وقع السراج اتفاقية لترسيم الحدود مع تركيا، يمكن تعرقل مشروع خط لأنابيب الغاز بين إسرائيل وقبرص واليونان.
والآن يرسل إردوغان قواته إلى ليبيا، ويشير إلى رغبته في التوصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن ليبيا عند لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال الأسبوع الحالي، كما حدث بينهما بشأن سوريا، مثل هذا السيناريو يمنح تركيا السيطرة على اثنين من أهم معابر الهجرة غير الشرعية إلى الاتحاد الأوروبي.
بعبارة أخرى، من إيران إلى ليبيا، يتكرر فشل الاتحاد الأوروبي في حماية مصالحه بأي صورة يمكن تخيلها.