الرأي

مختصر الأسبوع (3/1/20)

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
نحن في الأسبوع الأول من العام الجديد حسبما يخبرنا التقويم المعتمد لدى الأمم المنتصرة ثقافيا، ولعلي أتمنى من الأمم المنتصرة التي ستأتي لاحقا أن يكون الأسبوع في تقويمها ثلاثة أيام فقط، وبالأكيد فإننا سننخرط معهم في الاحتفال بعد نهاية كل أسبوع، ثم إن هذا مختصر ما قلته في أسبوع مضى:
  • الحقيقة ـ كما تعلمون ـ مهما اختفت أو تنكرت أو طمست معالمها لا بد أن تظهر يوما ما سافرة عارية رغما عن كل الذين كانوا يعتقدون أنهم نجحوا في وأدها، وكما قيل فإن الحقيقة «بذرة» حين تدفنها فإنها ستصبح شجرة يراها الجميع، وربما تصنع منها مشنقة يعلق بها من دفن البذرة، أو يقطع من أغصانها «مشعاب» يؤدب كارهي الحق والحقيقة.
  • المهايطون في الغالب الأعم هم فئة من الأثرياء لم تتعب كثيرا ـ ولا قليلا ـ في جمع تلك الأموال، ولذلك لا يجدون صعوبة في تبذيرها والإسراف في إنفاقها.
  • الذي يدفع أموالا طائلة على توافه الأمور تجده ـ في الغالب ـ من أشد الناس «نهرا للسائل»، ويستصعب أن يدفع عشر ذلك المبلغ زيادة في أجرة عامل أو صدقة لمسكين أو تفريج كربة من تقطعت به السبل.
  • الأخبار الجيدة للباحثين عن التميز في العام الجديد أن هناك أشياء لن تتغير، إن كنت في العام الماضي نذلا أو بخيلا أو جبانا أو لديك أي طبع من هذه الباقة المتميزة من هذه الطباع، فإنها أمور سترافقك إلى العام القادم لأنها من الطباع المزمنة التي لا يمكن الفكاك منها، وإن كنت سافلا محبا للرذيلة وأذى الناس فعلى الأرجح ستبقى كذلك.
  • الأمنية التي أتمناها كل عام، ولكن أمنياتي تعطي مفعولا عكسيا، هي أن يقل منسوب «البجاحة» وسعة الوجه من تصريحات السياسيين.
  • هذا اليوم هو اليوم الأول من السنة الجديدة، وكما تشاهدون وتشعرون فإنه يشبه اليوم الأخير من السنة الماضية، أتمنى ألا يفاجئكم الأمر وألا تتأثر حياتكم كثيرا من واقع صدمة أن أوراق التقويم لا علاقة لها بما تفعله في حياتك.
  • أعتقد بأن السفيه سفيه، سواء صرف أمواله على عشاء في مطعم فاخر أو حفلة غنائية. أو اشترى حمارا بمليار ريال. أو وضع دهن العود في محرك سيارته. كلهم يجب أن يصرفوا ما تبقى من أموالهم على العلاج والاستشفاء النفسي.
  • أنا أناني بما يكفي لأن أنحاز لأمنياتي الصغيرة، أتمنى أن ينتهي هذا العام وأبنائي ووالدي وزوجتي وكل وأحبتي بخير، وألا تتسرب مياه الأمطار إلى منزلي، ألا أتعرض لحوادث مرورية، ألا يكون ساهر من بين من يلتقط لي صورا هذا العام، أن يفوز الاتفاق في ثلاث مباريات متتالية، ألا أفقد مفاتيحي، ألا أكون مضطرا لإرسال رقم حسابي البنكي لأحد، وألا يعطيني أحد حسابه البنكي ـ وهذا أهم ـ أن أتجاوز مراحل جديدة في الألعاب التي ألعبها، أن أضحك من كل قلبي مرة واحدة على الأقل في كل أسبوع.
  • الأحلام الكبيرة لا تخصني كثيرا، لكني سأكون سعيدا إن تحققت، ولكنها سعادة أقل بكل تأكيد من سعادتي بأشيائي الصغيرة.


agrni@