القولون هو أنبوب عضلي بطول متر ونصف المتر تقريبا، ويمثل الجزء الأخير من القناة الهضمية قبل المستقيم والشرج. مع تقدم العمر تتكون انتفاخات وجيوب في الجدار (بروزات) إلى الخارج تمثل نقاط ضعف فيه وتعرف باسم (الرتوج) أو (الردب). وانتشارها وتعددها تنتج عنه حالة مرضية تعرف بداء الرتوج. هذه البروزات قد يتكون بعضها خلقيا وقد تحدث في أماكن أخرى من القناة الهضمية، لكن مبحثنا اليوم هو داء الرتوج أو الرتوج (البروزات) القولونية، والتي هي حالة مكتسبة في القولون، وقد ينتج عنها مشكلتان طبيتان هما التهاب الرتوج والنزيف الرتوجي، وسنتطرق إليهما.

بداية، إن تكون هذه الجيوب مع مرور العمر شائع جدا، بل إنه القاعدة لا الاستثناء، ولا نعرف لماذا يكون بعض الأشخاص كمية أكبر من الرتوج أو في سن أصغر، لكن المؤشرات تشير إلى ارتباط الرتوج بتغير نمط الحياة والغذاء كما في المجتمعات الصناعية، وتشير إلى استعداد وراثي يزيد من احتماليتها، وقد يزيد الاحتمال مع وجود السمنة، ويبقى العامل الأكبر أثرا هو التقدم في السن، إذ إن أكثر من نصف البشر فوق سن الستين لديهم بعض الرتوج والنسبة تزداد مع تقدم العمر.

معظم الناس لا يعانون من أي أعراض، وبعضهم يعانون من بعض الأعراض البسيطة أو غير المحددة كانقباضات القولون أو الإمساك الذي قد يكون عرضا وقد يكون سببا لنشوء الرتوج.

وقد يلاحظ وجود بعض الرتوج عند عمل أشعة أو منظار للقولون، ووجودها لا يستدعي أي علاج سوى النصح بالإكثار من تناول الألياف والسوائل. ولكن بعض الناس قد تظهر عليهم أعراض أكثر، وعادة ما تكون آلاما في أسفل الجانب الأيسر من البطن، أما إذا تطور الأمر إلى ما يعرف بالتهاب الرتوج فستصبح الآلام أشد، ويصحبها ارتفاع في درجة الحرارة وكرات الدم البيضاء.

التهاب الرتوج أيضا قد يكون بسيطا على شكل نوبات متباعدة وغير معقدة، يمكن علاجها بالمضادات الحيوية أو بدونها في البيت، وقد يتطلب التنويم في المستشفى وأحيانا يتعقد إلى التهاب شديد قد تنتج عنه ثقوب في القولون وتكون خراجات أو التهاب وصديد في التجويف البطني أو قد ينتج عنه انسداد في القولون.

عند تطور الحالة إلى هذه الصورة المعقدة فإن نسبة الخطورة ترتفع، ويصبح الحل الجراحي هو القاعدة، ويشمل ذلك استئصال جزء من القولون (عادة الجزء الأيسر)، سواء على مرحلة واحدة أو على مرحلتين أو أكثر.

المشكلة الثانية التي يمكن أن تنتج عن وجود الرتوج هي حدوث النزيف، وغالبا ما يكون شديدا ويتطلب إجراء استئصال للقولون، سواء مباشرة أو بعد حين.

بقي أن نعرف أن دواعي الجراحة تغيرت في السنوات الماضية، وأصبح المتبع أن يعالج المرضى تحفظيا لفترات أطول، ولكن تبقى الجراحة ضرورية في حال تكرار المضاعفات وفي المضاعفات الشديدة.

ما هو؟ وما مسبباته؟

ما علاقته بكبر السن؟

ما مدى خطورته؟

كيف يمكن علاجه؟

drtjteam@