الرأي

فتق الفرجة الحجابية

طارق جابر
بعد البلعوم ينتقل الطعام في المريء الذي يعبر في تجويف الصدر إلى تجويف البطن، ليصل المعدة مخترقا الجدار العضلي الذي يفصل الصدر عن البطن والمعروف بالحجاب الحاجز، من خلال فتحة في وسط الحجاب تسمى الفُرجة الحجابية.

وكأي جدار عضلي في جسم الإنسان، فإن أي فراغ في نسيجه أو في أي من الفتحات الموجودة فيه يمكن أن يؤدي إلى حدوث فتق يصاحبه بروز أنسجة أو أعضاء من خلال هذا الفراغ، سواء كان هذا الفتق خلقيا أو مكتسبا. وحديثنا اليوم سيكون تحديدا عن الفتق الذي يحصل في الفرجة الحجابية Hiatal Hernia.

فتق الفرجة الحجابية دارج جدا، ويقدر أن 20% إلى 60% من البشر لديهم هذا النوع من الفتق الذي يأتي على شكلين، الأول الفتق الانزلاقي الذي يحدث فيه فقط انزلاق أعلى المعدة من خلال ضعف في الفرجة إلى أسفل الصدر، وهو النوع الشائع الذي يمثل أكثر من 98% من الفتوق، والنوع الثاني هو الفتق المتدحرج (جار المريء) وفيه تعبر أجزاء من المعدة أو أعضاء أخرى في البطن من خلال الفرجة الحجابية إلى الصدر، وقد يحدثان معا.

إن فتق الفرجة الحجابية الانزلاقي من الشيوع بمكان حيث كثير من الناس لديهم هذا الفتق دون أن يعلموا، ويجري تشخصيه صدفة عند إجراء منظار أو أشعة لسبب آخر، ووجوده في العادة لا يتطلب أي إجراء علاجي ولا يسبب أي أعراض، عكس الفتق المتدحرج الذي قد يسبب آلاما في الصدر أو صعوبة في البلع، والذي يحمل خطورة حدوث مضاعفات ويجري التعامل معه جراحيا.

احتمالية تكون الفتق المنزلق تزيد مع كبر السن، كما أن السمنة عامل رئيس في حدوث الفتق، إضافة إلى عوامل خلقية ومرضية (كالتقيؤ المستمر) يمكن أن تزيد من فرص حدوثة. غالبية الناس لا تظهر عليهم أي أعراض لكن البعض يشتكي من آلام في الصدر أو كثرة التجشؤ أو يشتكي من أعراض الارتجاع، وهو أكثر الأعراض شيوعا، وتختلف ظواهره من شخص إلى آخر ما بين الأعراض التقليدية كالحموضة والإحساس بالطعام في الحلق والفم والاستفراغ، أو الأعراض الأخرى كالكحة والالتهابات التنفسية المتكررة وتغير الصوت وغيرها.

التشخيص عادة يكون بناء على الأعراض ويشمل أشعة المريء وأحيانا الأشعة المقطعية ومنظار المعدة، وفي حالة الحاجة لتقييم الارتجاع يجري عمل دراسات وظائف المريء وقياس ضغطه وحموضته.

والعلاج في حالة الفتق المتدحرج هي القاعدة لأن الفتق في العادة يسبب كثيرا من الأعراض، ويحمل خطورة حدوث المضاعفات، أما في حالة الفتق المنزلق فالقاعدة هي عدم التدخل، إلا في حالة حدوث ارتجاع يتطلب علاجا جراحيا وأحيانا كجزء من عمليات السمنة (التكميم خاصة).

في حالة التكميم تتكون العملية من إعادة أسفل المريء إلى البطن وإصلاح الفرجة، أما في حالة عمليات الارتجاع فيعمل ذلك ويُطوى أعلى المعدة حول أسفل المريء ويخاط به لمنع عودته إلى الصدر.
  • ما هو هذا الفتق؟
  • وما أنواعه؟
  • ما أعراضه؟
  • كيف نعالجه؟
  • متى نتدخل جراحيا؟
drtjteam@