معرفة

العيد: برامج القناة الثقافية تتنفس كي تعيش

09
وصف مدير القناة الثقافية السعودية المكلف عبدالعزيز العيد ما تقدمه القناة من برامج بأنه «للتنفس كي تعيش» في إلماح منه إلى عدم رضاه عن البرامج المقدمة بسبب ضعف ميزانية القناة المادية التي لا تتجاوز 400 ألف ريال سنويا، وبسبب ذلك فإن القناة لن تتطور فيما تقدمه للمشاهد من ثقافة. جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة مشتركة مع الفنان عبدالمحسن النمر، وخالد المسيند، نظمها فرع جمعية المنتجين السعوديين بالأحساء مساء أمس الأول بقاعة الأنشطة بنادي الأحساء الأدبي ضمن ملتقاه الرمضاني التاسع، بحضور واسع من مهتمين وأعضاء في الجمعية. تحتاج إلى المال وقال العيد إن «الثقافية السعودية» عمرها الآن أقل من سبع سنوات، ولكي تحقق جذبا قويا للمشاهدين عامة فلا بد من ميزانية بالملايين تخصص لها، فقد طرحت علينا برامج تحتاج إلى مليون ريال وتم رفضها بسبب ضعف الميزانية، مقترحا رفع سقف ميزانيات القنوات الرسمية، وأن تسلم لمديريها مباشرة، على أن يحاسبوا نهاية كل عام، ولكن أن يبقى مدير القناة مكتفا ماليا فهذا يعوق الإنتاج والنوعية ويحبطه تماما، وتصبح الأهداف حبيسة الأدراج، بعدما يؤول أمر الصرف إلى المدير المالي. المنتج ضعيف وبين العيد أن المنتج الثقافي في الوطن العربي ضعيف جدا، فلا توجد سوى ثلاث قنوات ثقافية متخصصة في السعودية ومصر وعمان، من بين 800 قناة عربية، والسبب أنه لا توجد فيه إغراءات كثيرة، وفوائده قليلة، ولا يجد له سوقا على الشاشة، والمعلنون لا يتوجهون للمنتج الثقافي في إعلاناتهم، على العكس من الترفيهي، علما أن الثقافة تزيد من انتماء المواطن لوطنه، ويتم فيها بناء المواطن بصورة صحيحة. وأشار المنتج خالد المسيند إلى أن الإنتاج في السعودية بدأ من الستينات من داخل أستوديوهات التلفزيون السعودي حتى بداية الثمانينات، وكان يهتم بالقضايا المحلية، مطالبا بإيجاد لوائح تنظيمية جديدة بخصوص شراء المنتج للقنوات، مع أننا نفتقد للمنتج الفني داخل المملكة. مناخ فني وخلال مشاركته في الندوة، وصف الفنان عبدالمحسن النمر واحة الأحساء بأنها من المناطق المتقدمة فنيا، ويتكامل فيها المناخ الفني الذي يحقق كثيرا بتكاليف متوسطة، وكانت تجربة إنتاجه للمسلسل «مجاديف الأمل» خير دليل على ذلك، وسط بيئة النخيل والطين المعتق في القدم، موضحا أن المشوار الفني الذي يطمح فيه صاحبه للشهرة فقط لا يجدي نفعا، ولا بد من صقل لمشروع الممثل الداخلي، وأن يتناسى الممثل «الصدفة» فهي لا تخلق ممثلا، مؤكدا أن ميزانية الأعمال في السعودية دون المستوى، ولا تدعم بميزانيات ضخمة. وحول نظرته للمنتج الثقافي رأى النمر أن ما يستخدم على القنوات الآن هي قوالب قديمة، والجيل الحالي لا يتقبلها، بل استخدام أدوات الفن هو ما يكرس الثقافة، وقال «أعزي القائمين على الثقافة فلم تعد مشروعا». وأكد النمر أن مسلسل حارة الشيخ الذي يعرض حاليا، حظي بميزانية كبيرة وخرج بصورة مشرفة، وقد اختصر عشرات الكتب التي تحدث عن تاريخ جدة العظيمة. الكادر المحلي رئيس فرع الجمعية بالأحساء الدكتور عبدالله الحليمي قال إن ما تطمح إليه الجمعية بعد رؤية السعودية 2030 هو الرقي بتنمية وصناعة الكادر المحلي فيما يتعلق بالإنتاج التلفزيوني، وتقديم جودة عالية تشرف المملكة، مشيرا إلى حصول العديد من أعضاء الجمعية المنتجين على جوائز محلية وعالمية مشرفة. وجرى على هامش اللقاء توقيع مذكرة تعاون بين جمعية المنتجين ونادي الأحساء الأدبي، برئاسة الدكتور عبدالله الحليمي والدكتور ظافر الشهري.