معرفة

محسب: أنا الذي نبهت بافقيه لكتاب المانع

u062f. u0645u062du064a u0627u0644u062fu064au0646 u0645u062du0633u0628
منذ خمسة عشر يوما أرسلتُ للصديق الأستاذ حسين بافقيه نسخة من كتاب أزمع إصداره تحت عنوان (وقوفا بشموسها: مداخلات في المشهد الفكري والأدبي بالمملكة العربية السعودية) ويضم كل ما كتبته في دوريات أو إصدارات أو نشاطات مؤسسية داخل المملكة منذ عام 1982م حتى الوقت الحاضر. وهذا الكتاب قسيم لكتاب آخر أرسلته أيضا للأستاذ حسين بافقيه؛ وهو بعنوان (كأمثال العقيق: مداخلات في المشهد الإبداعي الأدبي بالمملكة العربية السعودية). وفي الحالتين كنت أستطلع رأيه ومرئياته بما يقترحه للصورة التي يخرج بها الكتابان. ولقد تفضل الأستاذ حسين بالرد والثناء والتقريظ، وطلب مني نصوص بعض مقالاتي الأخرى التي تضمنت عناوينَها السيرةُ الذاتية الخاصة بي؛ ومنها: - الأسلوبية في النقد الأدبي الحديث. نشرت في صحيفة (اليوم): 3874- الثلاثاء 29 ذو القعدة 1403هـ [6 سبتمبر 1983م] - قراءة نقدية بنيوية في نماذج من أدب الشباب السعودي والعربي: نشرت في صحيفة (اليوم): - الأربعاء 13 محرم 1404هـ [19 أكتوبر 1983م] - علم اللغة ودراسة الأدب (نشرت في صحيفة (اليوم) الأربعاء 1 ربيع الثاني- 1404هـ- العدد 3969 [4 يناير 1984م] وكان مما ضمه الكتاب الأول مقالة لي نشرتُها في صحيفة (اليوم) بتاريخ الأربعاء 22 شعبان 1404هـ (22 مايو 1984م) العدد رقم 4089 تحت عنوان [(عرض ومراجعة: كتاب (سيفيات المتنبي: دراسة نقدية للاستخدام اللغوي) للدكتورة سعاد عبدالعزيز المانع]؛ أي أنها نشرت قبل اثنين وثلاثين عاما من الآن!!! وفيها أشرت إلى المعلومات الخاصة بكتاب الدكتورة سعاد المانع وأنه في أصله رسالة ماجستير من جامعة القاهرة بإشراف الدكتورة سهير القلماوي. وكذلك قلت في المقالة ما نصه: 1 - بدأتْ في الدراسات النقدية العربية عملية تطبيق واسعة لمجموعة من مناهج الدراسات البنيوية والأسلوبية كما أقرها النقاد الغربيون في الأدب الأوروبي والأمريكي. والحقيقة هي أن الاستعانة بالمناهج اللغوية في دراسة النصوص الأدبية قد استطاعت ـ خلال فترة وجيزة نسبيا ـ أن تحقق في النقد الأدبي قفزة ملحوظة بكل ما حملته معها من معايير موضوعية، ودقة في التحليل، وعدم الجري وراء الانطباعات التذوقية الذاتية. 2 - وتُعد دراسة الأستاذة سعاد عبدالعزيز المانع ـ التي تعمل بكلية الآداب جامعة الرياض ـ من الدراسات الممتازة التي سلكت منهج التحليل اللغوي للنص الأدبي. 3 - استطاعت المؤلفة ـ على الرغم من صعوبة هذا المنهج وما يتطلبه من جهد مضن ـ أن تلقي أضواء جديدة على شعر المتنبي لم يستطع كل هذا الركام من المؤلفات التي دارت حول المتنبي ـ قديما وحديثا ـ أن يعطيها لنا. 4 - وتعتمد دراسة الأستاذة سعاد المانع على منهج اختير بحصافة وذكاء. فهو يجمع إلى عنصر الإحصاء والاتكاء على لغة الأرقام عنصرَ المقارنات السياقية من ناحية، وعنصر التحليل الواعي واستنباط الأحكام الدقيقة من ناحية أخرى. وفي يوم السبت 6 رمضان 1437 - 11 يونيو 2016م وجدتُ الصديق الأستاذ حسين بافقيه يكتب مقالة في صحيفة (مكة المكرمة) بعنوان (سعاد المانع الرائدة المجهولة للنقد الألسني). وفيها يقول ما نصه: •«في ذلك العام الذي احتاز فيه الدكتور عبدالله الغذامي درجة الدكتوراه، كانت باحثة سعودية قد ظفرت بدرجة الماجستير في النقد الأدبي من جامعة القاهرة،.. طالبة سعودية شابة، درست الماجستير في جامعة القاهرة (معقل النقد الأدبي)، وأشرفت عليها الأستاذة الجليلة الدكتورة سهير القلماوي • أما الباحثة فهي سعاد عبدالعزيز المانع، وأما الدراسة فهي «سيفيات المتنبي، دراسة نقدية للاستخدام اللغوي». ظفرت بها في عام 1398هـ-1978م، ثم قرأها الناس في كتاب، حين دفعت بها جامعة الملك سعود إلى المطبعة عام 1401هـ -1981م.
  • أنا لا أعرف أن أحدا عَدَّ سعاد المانع أول ناقدة سعودية تتوسل بالنقد الحداثي،
  • وربما صد القراء والنقاد عن كتابها، أنهم ظنوه «درسا في اللغة»، ... وأغلب الظن أن الكتاب «مجهول»، وأن صاحبته لم تشأ أن تشغل الناس به، فسكتت وسكت الناس عنه.
وللحقيقة فإنني منذ أن رأيت عنوان مقالة الأستاذ حسين توقعت ألا يضن على (صديقه) بأنني أنا الذي نبهته إلى كتاب الدكتورة سعاد، وإلى قيمته التاريخية والعلمية في سياق حركة النقد الحديث في المملكة. لقد توقعت أن يشير الصديق حسين إلى كتابيَّ القادمين، وإلى وجود مقالتي التي التفتت منذ وقت مبكر جدا إلى عمل الدكتورة سعاد المانع. ولكن يبدو أن فرحة حسين بالكتاب وبالكشف الجديد (بالنسبة إليه!!) في تاريخ حركة النقد في المملكة ، كل ذلك يبدو أنه حجب عنه رؤية حق الصديق على صديقه! ولكن أظن أن حق الأمانات العلمية ـ التي أثق أن حسين بافقيه أول من يدعمها ويرسخها ـ أولى بألا يحجبها حجاب أيا كانت دواعيه!