الرأي

ارحموا العاملات المنزليات في رمضان

محمد إبراهيم فايع
ونحن في سيد الشهور وأعظمها «شهر رمضان» الذي نسأل الله أن يمن علينا فيه باليمن والبركات، ويعم على بلدنا بالأمن والخير، ويوفق ولاة أمرنا لما فيه مصلحة العباد والبلاد، وينصر بلدنا على كل عدو يضمر له الشر، تذكرت أن هناك فئة بيننا ومعنا تعمل في منازلنا، هجرت كل حبيب وقريب بسبب توفير لقمة العيش، وهن «العاملات المنزليات». تذكرتهن وما يمر عليهن في رمضان من أعباء منزلية بسبب طقوس بعض الأسر السعودية في هذا الشهر، والتي تنهك قواهن، حتى إنهن آخر من ينام في البيت وأول من يصحو، والله المستعان. وشهر رمضان شهر كريم له معان دينية وروحية، فهو شهر تقرب بالطاعات بما فيه من روحانية، وشهر تفرغ للعبادة، لا شهر أكل وشرب، كما ظنه كثيرون أو حولوه إلى ذلك الفهم. وليس شهر مد الموائد بما لذ وطاب من أصناف الطعام والشراب، ولا شهر عزائم ومناسبات بما ينهك ربات المنازل «الزوجات»، حتى لا يتيح لهن بعض الأزواج فرصة التمتع بالعبادة في لياليه وأيامه. وليس شهر موائد تزيد عن حاجة الأسر ويكون مآل الكثير منها إلى النفايات. أنا أشفق على الشغالات، لأن بعض الأسر تعتقد أنهن آلات لا تكل ولا تمل، فلا ينمن إلا بعيد الفجر، وعليهن أن يستيقظن الظهر لإعداد وجبة الإفطار، فضلا عن أن بعض الأسر لديها أطفال فتحمل الشغالات واجب الطبخ، وتقديم الوجبات وإعدادها لهم، «ومن لا يَرحم لا يُرحم». فيجب التخفيف والرأفة بهن وإعطاؤهن فرصة للعبادة والتلذذ مثلنا بالصيام والتقرب إلى الله، فهن بشر مثلنا وقد يكن أفضل عند الله منا. وأنا أعلم أن هناك أسرا كثيرة رحيمة بشغالاتها، رفيقة بهن، لا تقسو عليهن ولا تتجبر. وما أجمل قول أبي القاسم بن عساكر: وارحم بقلبك خلق الله وارعهم فإنما يرحم الرحمن من رحما