الرأي

من يصنع مشكلاتنا؟

ناصر عليان الخياري
نحن في الغالب من نصنع مشكلاتنا، وأيضا نحن من نصرخ بحثا عن منقذ يحل هذه المشكلات! الأغلبية دائما يصنعون مشكلاتهم بأنفسهم، ولا يفكرون بحلها بأنفسهم، بل يجدون في البحث عن منقذين يحلون لهم هذه المشكلات. وأنا لست ضد الاستعانة بأحد حين تكون الاستعانة ضرورة تساهم في الحل سواء جاءت على شكل استشارة أو مساعدة مباشرة. المشكلات لا تأتي من تلقاء نفسها، بل في الغالب هي نتيجة اتخاذ قرار خاطئ اتخذ بشكل عشوائي أو دون تبصر بعواقبه فأدى إلى صنع مشكلة مؤرقة، وتحتاج إلى حل. اتخاذ القرارات الخاطئة يعني أن الفرد يفتقد مهارات اتخاذ القرار، وطالما لم يعالج هذا الخلل سيبقى يصنع المشكلات واحدة تلوى الأخرى. ليست هناك مشكلة بلا حل، ولكن لكل مشكلة نوعها، وأسبابها وطرق متنوعة يمكن استخدامها للوصول للحل. كيف يمكننا حل المشكلات؟ أولا: الشعور بالمشكلة. ثانيا: تحديد نوع المشكلة. ثالثا: معرفة أسبابها. رابعا: البحث عن خيارات الحلول. خامسا: اختيار أفضل الحلول. سادسا: تنفيذ الحل. إن عدم الإلمام بمهارات اتخاذ القرار يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة تصنع المشكلات في حياتنا، كما أن عدم المعرفة بطرق حل المشكلات والتعامل معها بخطوات الحل العلمية يؤدي إلى التأخر في حل المشكلات، ثم تراكمها وتفاقمها. كل ذلك لأن الأغلبية لا يوظفون معارفهم، ولا يتوسعون في الاطلاع على ما يثري حياتهم ويساعدهم على فهم ذواتهم بالمعارف والعلوم والبرامج المفيدة والدورات التي تسهم في رفع الوعي لدى الفرد ليتعرف من خلالها على المهارات الحياتية التي تساعده على مواجهة شؤون الحياة، فيظل أسيرا لثقافة سلبية تلقي باللائمة على الظروف وتنزه الذات عن مقارفة الخطأ، وتصور المشكلات وحشا هائجا قادما من المجهول لا يمكن ترويضه ولا تفادي الوقوع بين يديه. تلك الثقافة السلبية يتشرب الفرد مفهومها منذ نعومة أظفاره، فتسيطر على تفكيره، فيصبح مؤمنا بأن التغلب على المشكلات أمر في غاية الصعوبة دون أن يدري أن أغلب المشكلات هو صانعها، وأن أكبر حاضن للمشكلات هو التفكير السلبي.