الرأي

على مذهبك

تركي الثبيتي
لم تكن الحلقة الثانية من المسلسل الرمضاني «سيلفي» للموسم الثاني عادية، بل كانت حلقة تجعلنا نفكر ونعيد السؤال المكرر دائما على أن الهوية هل هي قدرية أم اختيارية؟ هذا ما أراد كاتب تلك الحلقة الوصول إليه. جاءت هذه الحلقة في وقت تعج فيه المنطقة بالجنون والصراع الطائفي بين الطائفتين الشيعية والسنية والذي بلغ ذروته ما يحدث حاليا في العراق وسوريا. بالـتأكيد أن القدر هو من أوجد كلا منا على مذهبه وهو من أوجد يزيد وعبد الزهراء على مذهبهما، فلم يختر يزيد أن يكون سنيا، ولم يختر عبد الزهراء أن يكون شيعيا. وأظهرت الحلقة يزيد الذي نشأ وترعرع في العائلة السنية وهو يحاول التأقلم مع أهله في الأصل المنتمين للمذهب الشيعي، وكذلك عبدالزهراء الشيعي ومحاولة تأقلمه مع عائلته الجديدة المنتمية للمذهب السني. وكيف يستطيع كلاهما مواجهة «التكفير» الذي تقوم به العائلتان اللتان تمثلان المذهبين ضد بعضهما. حلقة كانت في الصميم وأدت دورها أكثر من كتابة أي مقال في هذا الشأن، وجعلت العربي يعي أن الطائفية والمذهبية نتنة ومهلكة، وأن التعايش بين جميع المذاهب هو الحل في تقدم أوطاننا وتطورها لا هدمها وتخلفها، وأن علينا الحذر وعدم الاستجابة لدعاة الفتنة من الطائفتين الذين يتربصون بنا ويؤججون ويحاولون نشر الفتنة والفوضى بيننا.