محمد بن سلمان يقود من واشنطن مهمة تبديد الضغوط على العلاقات
الأربعاء / 10 / رمضان / 1437 هـ - 00:15 - الأربعاء 15 يونيو 2016 00:15
غداة بدء زيارته إلى الولايات المتحدة، يقود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، من واشنطن، مهمة إصلاح الضغوطات التي تتعرض لها العلاقات السعودية الأمريكية، والتي مرت بالعديد من التوترات المتصاعدة، خاصة بعد تغول الإيرانيين في شؤون المنطقة، وتراجع أسعار النفط.
وفي تقرير للجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية «سابراك»، أصدرته تزامنا مع الزيارة، توقعت بأن يلجأ الأمير محمد بن سلمان في سبيل إنجاز مهمة إصلاح الضغوط على العلاقات بين الجانبين، لتشجيع توسيع التعاون الإقليمي أولا، وتقوية العلاقات الثنائية ثانيا، مما سيفضي إلى جذب المستثمرين الأمريكيين إلى السعودية، والمساهمة في تنوع اقتصادها، تحقيقا لرؤية 2030 الرامية إلى الوصول إلى أمة مستقرة ماليا واجتماعيا، وقوية اقتصاديا.
ولن تكون المباحثات التي سيجريها ولي ولي العهد مع المسؤولين الأمريكيين، بمنأى عن حالة عدم رضا الرياض من إدارة أوباما، والسياسة الأمريكية التي تتبعها في الملفين العراقي والسوري.
ويقول تقرير سابراك بأن السعوديين يشعرون بأن الولايات المتحدة تخلق فراغا في منطقة الشرق الأوسط حتى تشغله إيران، والتي أعلنت بدورها عن سيادتها على الأراضي العربية بقيادة ميليشيات الحشد الشعبي.
يشير التقرير إلى أن الطائفية التي اعتمدتها ميليشيا الحشد الشعبي واستخدام القوة الجائرة ضد المدنيين الهاربين من تكريت والفلوجة، دفعت بالجماعات الإرهابية للاستفادة من هذه الحالة في جمع أموال تحت مظلة «مساعدة السنة المضطهدين في الفلوجة»، وهو ما جابهته الرياض داخليا عبر تحذيرات أطلقتها وزارة الداخلية للمواطنين من مغبة وخطورة التبرع بالمال لأي جماعة غير مرخصة أو أفراد.
وعلى الرغم من الترجيحات التي ظهرت أخيرا، وأشارت إلى إمكان بحث المسؤولين السعوديين والأمريكيين في «الخطة ب» بخصوص الأزمة السورية، بيد أن تقرير لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية، كان واضحا بأن الرياض ترى أهمية المضي بمحادثات جنيف قدما من أجل إنهاء الصراع الذي دام لـ5 سنوات، وأسفر عن مقتل ما يزيد على 400 ألف و12 مليون نازح، فضلا عن حالات السجن والتعذيب والتجويع والقصف التي يمارسها نظام الأسد بحق الشعب السوري.
ويلفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي يتمسك فيه السعوديون بخيار المفاوضات السلمية، لا تزال إيران وروسيا تمارسان تقديم دعمهما غير المشروط لنظام الأسد.
وسيكون الموضوع اليمني على طاولة بحث المسؤولين السعوديين والأمريكيين في زيارة الأمير محمد بن سلمان، في وقت لا تزال فيه مشاورات الكويت بين الأطراف اليمنية للوصول إلى تسوية سياسية قائمة، وجهود التحالف العربي في الحرب على القاعدة. ويقول تقرير سابراك بأن العمليات الخاصة التي نفذتها القوتان السعودية والإماراتية أسفرت عن مقتل نحو 800 من مجندي القاعدة خلال 3 أشهر.
ورجح تقرير لجنة شؤون العلاقات السعودية الأمريكية بأن يضم جدول أعمال الأمير محمد بن سلمان مباحثات حيال الهدف الذي تشترك فيه الرياض وواشنطن، والمتمثل بهزيمة تنظيم داعش الإرهابي.
ومن المتوقع أن يناقش المسؤولون السعوديون مع نظرائهم الأمريكيين كذلك الهجمة الإعلامية الأمريكية التي استهدفت تشويه صورة السعودية محليا ودوليا من خلال ربطها بأحداث 11 سبتمبر، من أجل تمرير مشروع يسمح لأسر ضحايا الكارثة بمقاضاة الحكومة، ذلك على الرغم من أن رئيس وكالة المخابرات المركزية جون برينان، صرح بقرب نشر الـ28 صفحة المحجوبة من تقرير أحداث سبتمبر، والتي ستؤكد للجميع بأن الرياض لا علاقة لها بتلك الهجمات.
وفي الملف الاقتصادي، وعلى الرغم من وجود الاختلافات حول إدارة أوباما، إلا أن تقرير سابراك، شدد على أن السعودية حريصة على التعاون مع الإدارة الحالية والقادمة، ووضع حدد للاحتكاك الحالي بين البلدين، لا سيما أن الزيارة تأتي في لحظة حاسمة بالنسبة للاقتصاد السعودي، حيث يتجه للتحول نحو الإصلاحات المالية والخصخصة والتنويع مع تقليل الاعتماد على النفط والاكتتاب العام لشركة أرامكو بنسبة 1% إلى 5% والذي سيكون أكبر اكتتاب في العالم، إضافة إلى خلق مسار نحو صندوق سيادي بقيمة 2 تريليون دولار.
قالوا عن الزيارة
'ولي ولي العهد سيركز على قضايا محددة، خاصة اليمن وسوريا ولكن ربما سيثير مخاوف وتساؤلات حول النوايا الأمريكية في المستقبل بشأن أمن الخليج، خاصة التهديدات الصادرة من إيران، ومن المتوقع أن يطلب الأمير من الولايات المتحدة بذل جهود أكبر في سوريا ضد تنظيم داعش وحكومة الأسد.'
آخي بيلاماري - كاتب للمصلحة القومية لسابراك
' الأمير محمد بن سلمان قوة دافعة وراء كثير من خطط الإصلاح المحلية والإقليمية للمملكة، وسيشير خلال لقاءاته في الولايات المتحدة إلى خطط الإصلاح الاقتصادي في المملكة (الرؤية السعودية 2030 وخطة التحول الوطني) التي ستوفر فرصا للتجارة والاستثمار بشكل كبير للشركات الأمريكية، حيث لدى البلدين مصالح مشتركة كبيرة.'
الدكتور توماس ماتيير - المدير التنفيذي لمجلس سياسة الشرق الأوسط
'الأمير محمد بن سلمان سبق والتقى مع عدد من رؤساء الشركات الأمريكية ليقدم لهم تعريفا حول رؤية 2030 لتشجيع المستثمرين من جميع أنحاء العالم مما خلق مستوى من الراحة والثقة بين الشركات السعودية والأمريكية التي حافظت على العلاقات الثنائية واستعداد الطرفين لمواصلة وتوسيع العلاقات.'
فهد ناظر - محلل سياسي
زيارة ترتكز إلى معادلة
3X3
ترتكز زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي ستستمر لأيام عدة، على معادلة تضم 3 محاور رئيسة، ولكل محور 3 عناصر أساسية، إلى جانب موضوعات أخرى.
تقرير أعدته سابراك
الاقتصاد
1 - رؤية 203
تشكل الزيارة فرصة لإطلاع صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية على الخطة الطموحة التي ستعمل السعودية عليها على مدار 14 عاما المقبلة، والتي تستند إلى تشكيل اقتصاد قوي ومتين يعتمد بالأساس على إصلاح ورفع كفاءة الجهات الحكومية، وجذب الاستثمارات، والتحول إلى رفع العائدات المالية من الصناعة والطاقة ومجموعة من الأنشطة، بعيدا عن النفط والذي ظل على مدار عقود الرقم الأهم في ازدهار العلاقات بين الرياض وواشنطن.
2- التنويع والخصخصة
تتجه الحكومة السعودية إلى تنويع مصادر الدخل، وخصخصة العديد من الخدمات الحكومية، وعلى رأسها التعليم والصحة والقطاع البلدي، وستشكل زيارة الأمير محمد بن سلمان فرصة لاستكشاف رغبة رأس المال الأمريكي في الإسهام بهذه الخطوات . التي تأتي في إطار رؤية 2030 ومبادرة التحول الوطني 202
3- جذب المستثمرين الأمريكيين
ستواصل زيارة الأمير محمد بن سلمان ما بدأته الحكومة من خطوات تنويع الاستثمارات، فبعد الشراكة الاستراتيجية مع شركة جنرال الكتريك، وأوبر، ينتظر أن تشهد الزيارة جذب العديد من الاستثمارات، والدخول في شراكات أخرى، يتوقع أن تكون شركة أبل الرائد في صناعة البرمجيات وأنظمة الكمبيوتر من بينها، إضافة إلى مستثمرين كبار في مجال صناعة الترفيه.
السياسة
1- سوريا
يشكل الملف السوري واحدا من أهم الملفات التي ستكون على طاولة البحث بين المسؤولين السعوديين والأمريكيين خلال زيارة ولي ولي العهد إلى واشنطن، ومن المتوقع أن يتم البحث في ما يسمى بـ« الخطة ب » ، التي تبحث في اعتماد الخيار العسكري في حال فشلت جهود التسوية السلمية، بما في ذلك تقوية المعارضة على الأرض عبر تزويدها بالسلاح النوعي.
2- اليمن
في ظل انعقاد المشاورات اليمنية اليمنية في الكويت والرامية إلى تنفيذ القرار 2216 ، واستعادة الدولة من الانقلابيين، وتسليم السلاح الثقيل والمؤسسات الحكومية إلى الشرعية، يظل هاجس مكافحة الإرهاب وتحديدا تنظيم القاعدة عاملا مشتركا بين الرياض وواشنطن.
3- إيران
التقارب الحاصل بين واشنطن وطهران، وغض الأولى الطرف عن نشاطات الأخيرة في المنطقة، مثار قلق بالنسبة إلى السعودية، والتي بادرت باتخاذ خطواتها الرامية إلى محاصرة الدور الإيراني السلبي في شؤون دول المنطقة، وكسر شوكتها، عبر فرض العقوبات على حلفائها والميليشيات التابعة لها، وتضييق الخناق عليهم، فيما يبقى الدور أمام استجلاء موقف واشنطن تجاه مدى جديتها والتزامها بأمن حلفائها ضد تهديدات إيران البالستية.
الأمن
1- مكافحة داعش
يعدّ هدف القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، هاجسا مشتركا بين حكومتي الرياض وواشنطن، وبادرت كلا العاصمتين إلى تشكيل تحالف دولي تم التأسيس له في مدينة جدة برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف القضاء على هذا التنظيم في كل من العراق وسوريا.
2- مشاركة الاستخبارات
ينتظر أن تدفع زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في إضفاء المزيد من الزخم على التعاون الاستخباراتي بين البلدين، خاصة أن الزيارة تحمل في طياتها لقاءين سيعقدهما ولي ولي العهد مع رئيس الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان
3- التحالف الإسلامي
سيكون موضوع التحالف الإسلامي العسكري الخاص بمكافحة الإرهاب، والذي يضم نحو 39 دولة برئاسة السعودية، موضع بحث مع المسؤولين الأمريكيين، حيث من المنتظر أن يتم إطلاعهم على الأهداف الاستراتيجية الأربعة المتعلقة بالتحالف والذي يهدف إلى التعامل مع مشكلة الإرهاب على نحو شمولي عسكريا وفكريا وماليا وإعلاميا، إضافة إلى عدم تركيزه على تنظيم خاص بعينه، وتعاطيه مع أي تنظيم مسلح يزعزع أمن واستقرار دول التحالف.