الرأي

الاستفادة من مزاح رسولنا الكريم مع أصحابه

محمد صالح القحطاني
من شمائل النبي صلى الله عليه وسلم مزاحه مع جلسائه وإدخال المسرة عليهم، كان عليه الصلاة والسلام يمزح مع أصحابه لإدخال السرور عليهم بأسلوب لطيف ومهذب وأديب، لا شك أن من مكارم الأخلاق إدخال السرور على المسلم، ومن ثم فقد كان مزاحه ـ صلى الله عليه وسلم ـ تأليفا ومداعبة، وتفاعلا مع أهله وأصحابه، وإدخالا للسرور عليهم، وكان مشتملا على كل المعاني الجميلة، والمقاصد النبيلة، فصار من شمائله الحسنة، وصفاته الطيبة ـ صلى الله عليه وسلم، قال عبيد الله بن المغيرة: سمعت عبدالله بن الحارث قال: (ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ) رواه الترمذي. والضحك والمزاح أمر مشروع كما دلت على ذلك المواقف الفعلية للرسول ـ صلى الله عليه وسلم، وما ذلك إلا لحاجة الفطرة الإنسانية إلى شيء من الترويح، يخفف عنها أعباء الحياة وقسوتها، وهمومها وأعباءها، ولا حرج فيه ما دام منضبطا بهدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا يترتب عليه ضرر. والنبي عليه الصلاة والسلام ينهى عن الإفراط في المزاح، ويبين أن كثرة المزاح تقسي القلب، بل إن كثرة المزاح تورث العداوة، والأذى، والحقد، وجرأة الصغير على الكبير. فالمعلم، والمربي، وصاحب المنصب القيادي إذا مزح مزحا لطيفا وقليلا يؤلف القلوب، أما إذا كثر مزاحه قلت هيبته، وتجرأ عليه من هم دونه، فكثرة المزاح تذهب الهيبة. ولا بد لنا من الاستفادة من مزاح النبي صلى الله عليه وسلم لأن المزاح المقبول يعد للنفس المتعبة علاجا، فهو يسري عن الهموم ويسعد المحزون ويغرس الألفة والمحبة بين الناس، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة).