الإنسان الهمجي!
سنابل موقوتة
الاثنين / 8 / رمضان / 1437 هـ - 00:30 - الاثنين 13 يونيو 2016 00:30
أود الكتابة عن الشغب الجماهيري الذي يجري حاليا في مارسيليا الفرنساوية، ولكني متردد بعض الشيء، فقد يكون أحدهم من عشاق مارسيليا، أو سبق أن التقى شخصا عزيزا في مارسيليا، أو يشجع نادي مارسيليا لكرة القدم، ثم يغضبه الحديث عن مارسيليا بسوء وأضطر لكتابة مقال بديل أتحدث فيه عن بلدية غرب الدمام ومشاركتها الفعالة في تحقيق رؤية 2030.
في بطولة كرة القدم الأوروبية الأخيرة كثير من كرة القدم وكثير من الهمجية والشغب، وهذا من حسن حظي بالطبع، فقد قاطعت البطولة قبل انطلاقها بسبب المبالغة في أسعار اشتراك القناة الناقلة، لأني منذ فترة قريبة قررت عدم مسايرة من يحاول استغفالي وأسأل الله لي ولكم الثبات.
وأقول إن الأمر من حسن حظي لأن الأحداث الأبرز والأكثر إثارة في هذه البطولة هي أحداث الشغب التي سأنعم بمتابعتها مجانا وعلى سائر قنوات الأرض والفضاء. ويمكنني إقامة استوديوهات تحليلية خاصة بي لمناقشة المستويات التي يقدمها «البلطجية السكارى» في شوارع مارسيليا. وسأستمع وأقرأ ـ بالمجان أيضا ـ للمداخلات من المشاهدين الذين يقارنون همجية الغرب الكافر بانضباط المسلمين، ومع أني لا أعلم ما علاقة الكفر والإيمان بالموضوع لكني سأستمتع بسماع كل الآراء مهما كانت ممعنة في البلاهة والاستغباء.
سأستمع أيضا لمداخلات المهزومين نفسيا الذين يرون أن الهمج الأوروبيين الذين يجوبون الشوارع مترنحين أكثر تحضرا ورقيا من العربان المتخلفين.
نقاش هذه الآراء أكثر متعة من كرة القدم، فقد تشبعت من مشاهدة المباريات في الموسم الماضي وأحتاج إلى فترة نقاهة قبل أن أعود لمشاهدة الاتفاق وليفربول العظيمين.
وعلى أي حال..
الإنسان هو الإنسان، في أوروبا وفي الصين وفي أدغال أفريقيا وصحارى الجزيرة وعلى ضفاف الأمازون، تحكمه وتغير عاداته القوانين، وحين يجد فرصة للخلاص من القيود (الأديان أو قوانين الدول أو أعراف القبائل والمجتمعات أو ما يشبهها) فإنه ينفلت ويطلق الحيوان الذي بداخله ويعيث في الأرض فسادا!