الرأي

أبناء الصحراء بين قسوة الرشاء وتربص ربطات العنق

إبراهيم الأنصاري
لا تمر فترة على أبناء الصحراء الكبرى هي أكثر قسوة وأشد وطأة من مثل هذه الأيام التي تشتد فيها الحرارة لمستويات لا تحسن أجهزة الرصد تسجيلها أو هي لا ترغب، كما أن الماء يقل إلى درجة الانعدام، وتعيش الساكنة حالة من العذاب اليومي بين حر يكوي الوجه والأكباد وعطش مهلك للحرث والماشية، وكثيرا ما يتخوف الناس في تلك المناطق من هلاك المسافرين عطشا بسبب جفاف أماكن وجود الماء وكثيرا ما يقع ذلك. ظروف مثل هذه تكاد تكون موسمية يصبر عليها السكان مستعينين بعد الله بما يشبه التعود، حيث الحالة موسمية، لكن الأمر هذه السنة أكثر حدة وقسوة كونه يتزامن مع شهر رمضان الذي يضيف إلى الشدة والأعباء حملا إضافيا لا طاقة لحمله إلا ما توجبه الضرورة وتفرضه. كل ذلك يمر في حالة من الإهمال واللامبالاة من أحد. لكن لو أن الأمر وقف عند هذا الحد لكن مقبولا اختيارا أو اضطرارا لكن ما لا يمكن فهمه أو تقبله هو هذا الوجوم الدولي أمام قضية تجمع أسباب الالتفات إليها والاهتمام بها فنحن نتحدث عن منطقة نزاع مسلح تنتشر فيها قوى أممية وأخرى فرنسية تزعم أنها تقوم على تأمين المنطقة وتطهيرها من الإرهاب كما أنها (أي المنطقة) تخضع حسب الأمم المتحدة وأذرعها في المنطقة إلى معاهدة سميت معاهدة السلم والمصالحة ولا أدري إلى أي حد يمكن أن يصدق الاسم على المسمى خاصة إذا علمنا أن الاتفاق المشار إليه أتم عامه الأول في عيد ميلاده هذا خرج رمطان لعمامرة في تصريحات صحفية يؤكد من خلالها مراوحة الاتفاق مكانه وهنا يجب سؤال معالي الوزير عما تقوم به الدبلوماسية الجزائرية حيال هذا الوضع وهي المحرك الرئيس والراعي الرسمي لهذا الصلح، إذا تركنا الاتفاق الهش جانبا فإننا لا نشعر أن ما حدث في مدينة العيون المغربية من مواجهات مسلحة خلفت ضحايا على خلفية تنازع عصابات التهريب وما زامن ذلك من توقيف شحنات من تلك المخدرات المهربة في موريتانيا وكأنه لا أحد يعلم أن هذه إرهاصات لظهور عصابات الجريمة المنظمة في منطقة الصحراء والساحل إلى السطح بعد أن ملت من العمل في الخفاء ومع تكاثر هذه الآفات في المنطقة إلا أن قادما ربما يكون أكثر سوءا يطرق الأبواب بل قد دخل فعلا إلى بؤرة الأحدث وهو المد الإيراني الذي سيكون موضوع المقال القادم.