تبدأ أحداث رواية «قبل السقوط» في إحدى أمسيات أغسطس فيما تستعد طائرة خاصة لاستقبال ركابها على مدرج في جزيرة مارثاز فينيارد في ماساتشوستس الأمريكية، استأجرها عضو بارز في الحزب الجمهوري دافيد بيتمان وهو رجل أعمال ثري يملك شبكة أخبار ذات توجه يميني وتدر عليه أرباحا طائلة. يسافر بيتمان على الطائرة مع زوجته، ماجي وطفليهما الصغيرين، والحارس الشخصي للعائلة، وصديق يعمل في سوق المال ويواجه تهما تتعلق بغسيل الأموال، كما يوجد بين ركاب الطائرة رسام متواضع اسمه سكوت كان في زيارة إلى الجزيرة وعرضت عليه ماجي العودة إلى المدينة معهم. وقبل الإقلاع بقليل، «وكما يحدث آلاف المرات في لحظات غير محددة، تشعر ماجي بموجة عارمة من الحب الأمومي المفاجئ تجاه أطفالها.. هم حياتها» وبعد تلك اللحظة، يطلق الكاتب المفاجأة المدوية «ليس لدى أي منهم أي فكرة بأنه بعد 16 دقيقة من الآن ستسقط طائرتهم في البحر». وبالفعل، تسقط الطائرة في البحر وتتحطم، وتبدأ رحلة البحث عن أسباب تلك الحادثة المأساوية. وتظهر شخصية جديدة: بيل كونينجهام، مذيع مشهور في شبكة أخبار تلفزيونية، ويملك شخصية ساخرة ربما تعجب بعض القراء ويكرهها البعض الآخر. بعد سقوط الطائرة بقليل، يظهر الرسام سكوت على سطح الماء وهو يصارع الأمواج وسط حطام الطائرة المحترقة. وينظر حوله بحثا عن ناجين لكنه لا يرى أحدا للوهلة الأولى. ومن حسن حظه أنه سباح ماهر، لذلك لم يضع كثيرا من الوقت ويتجه نحو الجزيرة. ولكنه لم يكد يبدأ رحلة العودة حتى يجد أحد طفلي العائلة، وهو صبي اسمه جي جي ويبلغ 4 سنوات من العمر، متعلقا بكرسي من كراسي الطائرة. يحمله ويسبح لساعات في البحر إلى أن ينجو الاثنان معا بأعجوبة. مع انتشار خبر الكارثة، وتفاصيل إنقاذ الطفل، يصبح سكوت بطلا في عيون الجميع. لكن عميلا في مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) يشك بأن الطائرة سقطت نتيجة عمل إرهابي، وأن سكوت مسؤول عن ذلك بشكل ما. ويبدأ بطرح تساؤلات ذات طابع شخصي. ماذا يفعل رسام فقير على الطائرة؟ هل كان يرتبط بعلاقة مع السيدة ماجي بيتمان؟ ويذيع كونينجهام تلميحات العميل الفيدرالي على التلفزيون. كونينجهام مدين بيتمان الذي وقف إلى جانبه وحوله من صحفي مغمور إلى نجم إذاعي يكسب ملايين الدولارات سنويا. ويحذر كونينجهام مشاهديه من أن حادث الطائرة جاء نتيجة عملية إرهابية. ويشدد كونينجهام على أن رساما فاشلا يلعب دورا مركزيا في المؤامرة، بالرغم من أنه أنقذ الطفل، ويقول «أعرف أنهم يقولون إنه أنقذ طفلا، ولكن من هو وماذا كان يفعل على تلك الطائرة؟» ويصبح السؤال: هل يستطيع سكوت، الذي نجا، أن ينجو من هجوم شبكات الأخبار عليه؟ تنشأ علاقة خاصة بين سكوت وبين جي جي الذي يرفض الحديث مع أي شخص آخر. ذهب الطفل ليعيش مع خالته، إليانور، وهي امرأة طيبة لكن زوجها رجل تافه ومحتال وغير مهتم على الإطلاق بالطفل، لكنه يتطلع بحماس إلى احتمال السيطرة على الثروة الطائلة التي ورثها جي جي. سكوت مهتم جدا بالطفل، ويبدأ بالاهتمام بالخالة إليانور تدريجيا. ويطلق المجلس الوطني لسلامة النقل عملية بحث واسعة النطاق عن جثث الركاب المفقودين، بالإضافة إلى البحث عن حطام الطائرة والصندوق الأسود ومسجل الصوت التي يأملون أنها ستقدم تفسيرا للحادث. ما سبب المأساة الجديدة؟ هل تعطلت الطائرة؟ هل أصيبت بصاروخ؟ هل كانت هناك قنبلة على متن الطائرة؟ أم أن أحدا كان على الطائرة تسبب بسقوطها عمدا؟ يستطيع القارئ أن يبحث عن أدلة في الفصول التي تتحدث عن خلفية الركاب وطاقم الطائرة. نوح هاولي روائي وكاتب سيناريو ومنتج أمريكي فائز بجوائز عدة، مثل جائزة إيمي جولدن جلوب وغيرها.