الرأي

صيام خال من الصيام!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
اليوم الأول من رمضان يكاد ينتصف، ولكن الوقت لا يزال طويلا حتى يؤذن لصلاة المغرب، فالنهار طويل جدا حتى دون صيام. وأجد أن «التعب» في رمضان بشكل أو بآخر هو أحد فلسفات الصيام، ولا أعرف ما هو العمل الذي يود القيام به ذلك الذي يريد أن يصوم دون أن يشعر بجوع أو عطش أو إرهاق. لا أظن أنه توجد متعة في الصيام دون تعب مع أني لست من هواة خلق المبررات للعبادات، نحن نصوم لأن الله أمرنا بذلك، ونصلي لذات السبب وليس لأن «الدراسات» أثبتت أو نفت فائدة في حركات الصلاة أو في الامتناع عن الطعام والشراب. وبمناسبة الدراسات فهل توجد دراسة ما أثبتت وجود علاقة بين عدم الأكل والتجهم؟ لماذا يعتقد كثير من الصائمين أن التجهم من واجبات الصوم أو أحد العلامات التي يجب أن يستدل بها الآخرون على أن صاحب هذا الوجه الكئيب صائم. الصيام متعة وتحد، والصراخ والعصبية والتجهم تنتزع من الصيام جوهره وتحوله إلى معنى بهيمي يتعلق «بالعلف» فقط. الصيام عبادة تخص الصائم وحده، وحين تصرخ في الناس وتخبرهم بأنك صائم وأنه يجب عليهم تحمل غضبك وحماقاتك، فإنك قد تتجاهل حقيقة أنهم كلهم كذلك صائمون. وعلى أي حال.. واستكمالا لحديث الأمس عن«الفتوى» فلعله من المناسب أن أفتيكم معاشر المستفتين والمستفتيات بأن السعادة والفرح وطلاقة الوجه ليست من مبطلات الصوم، يمكنكم الصوم والتبسم في وجوه الخلق وصيامكم صحيح إن شاء الله!