الرأي

قانون الشوربة والفول!

راصد بلا مراصد

بسام فتيني
كل عام وأنتم بخير جميعا معشر القراء، فأثناء قراءتكم لهذه السطور على الأغلب ستكونون صائمين إلا إذا كان صيام بعض صغاركم خلف الزير أو رائحة التونة ترفرف في أرجاء المكان! ما علينا ودعونا نتفكر قليلا في حالنا مع صحن الفول العظيم وهيبته المحفوظة في رمضان! الفول يا سادة في رمضان تشد له الرحال ومن أجله تقف صفوف الرجال بكل جلادة وصبر تحت الحر حتى تنال شرف انسكاب الفول في صحن الإفطار الكبير! ليست هنا المشكلة أبدا المشكلة يا جماعة أنه وبعد كل هذا العذاب من أجل تحضير الفول على السفرة لا يمسه أحد ! بل وإن تجرأ الشخص الذي طلب الفول على تغميس طرفه على استحياء فلن يجرؤ الباقون أو يفكروا أصلا في مغازلة الصحن بكسرة تميس! فبالله عليكم يا ترى كم مسؤولا عندنا يشبه الفول في مرافقنا الخدمية؟ ألسنا نملك العديد من المتنفذين الكبار في بعض الجهات لكنهم يأخذون وضعية الفول في سفرة رمضان؟! (لا يهش ولا ينش)، مثل هذه النوعية من المتنفذين هم من تسببوا في الروتين والبيروقراطية وزيادة الثغرات المسببة للهدر المالي والإداري بل والفساد أيضا. أترككم من الموظف الفول وخلونا نشوف الموظف شبيه الشوربة كالموظف المسكين الذي قاده حظه العاثر ليكون على نظام البنود فهو كشوربة الحب تماما الكل يشربه و(يزحلق) اللقمة بعده دون أي عبارات الشكر والعرفان لها، فالشوربة تصنع في المنزل ولا يقف الجميع من أجلها في طابور استجداء الرضى كصاحبنا الفول، طيب؟ ماذا عن الموظف السوبيا؟ والذي لا تحلو له الإجازة إلا في رمضان فتتراكم المعاملات بسبب عدم وجوده على رأس العمل مما يؤدي إلى استجبار الفول على الشوربة لإتمام السفرة! فتجير جميع المعاملات إلى الموظف الشوربة لإتمامها لأنه ببساطة لا يحق له الإجازة ولا الترقية ولا حتى الاعتذار، فالمناصب كالمكاسب لا يجنيها إلا من (تكتك) نفسه بمحسوبية تدفعه لفوق أو ساند يدفعه للأمام أو قريب متنفذ أو صديق بشكة مقرب بينما وفي نفس الوقت الموظف السوبيا (يشخر) محتضنا مخدته لأنه في إجازة! خاتمة / اللهم اجعل سفرتنا شاهدا لنا لا علينا في زمن صعبت فيه (اللقيمات) الحلال الزلال.. وحط السفرة يا ولد.