البلد

استغلال مياه الصرف الصحي المعالجة لتنمية القطاع الزراعي

u062cu0627u0646u0628 u0645u0646 u0648u0631u0634u0629 u0627u0644u0639u0645u0644 u0644u062au0646u0645u064au0629 u0627u0644u0642u0637u0627u0639 u0627u0644u0632u0631u0627u0639u064a (u0645u0643u0629)
لم يكن استخدام مياه الصرف الصحي في الزراعة من التقنيات الحديثة، فقد استخدمها الإغريق بري المحاصيل قبل نحو 2000 سنة، وسجل التاريخ أول استخدام لمياه الصرف المعالجة في الولايات المتحدة في عام 1870 وتعد معالجة مياه الصرف وإعادة استخدامها أحد أهم البدائل الاستراتيجية للمياه المتجددة في كثير من بلدان العالم. تاريخ المعالجة وأشار مستشار الموارد الطبيعية في وزارة البيئة والمياه والزراعة الدكتور علي الجلعود إلى أن المملكة قد اهتمت باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة للأغراض الزراعية وفقا لمعايير قياسية تضمنها نظام مياه الصرف الصحي، وكانت البداية في استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لأغراض الري بمدينة الرياض عام 1400 وفق المعايير القياسية المعمول بها دوليا، ومن الناحية الشرعية صدر قرار مجلس هيئة كبار العلماء وقرار مجلس المجمع الفقهي الإسلامي بطهارة مياه الصرف الصحي المعالجة بعد تنقيتها التنقية الكاملة وجواز استخدامها في ري المزروعات، وأجريت الأبحاث العلمية بدراسة تأثير استخدام المياه المعالجة على المياه والتربة، فثبت عدم حدوث آثار سلبية على النبات أو الثمرة أو التربة. الري بالمناطق وبالمدينة المنورة فإن كميات مياه الصرف المعالجة تتجاوز 240 ألف متر مكعب يوميا تكفي لري 1.25 مليون نخلة سنويا، وتمثل حلا إيجابيا لمشكلة نضوب المياه في مواقع المزارع شمال المدينة المنورة. وأكد المختص بهيئة الري والصرف بالأحساء المهندس عبدالله بوطوبية استفادة منطقة الرياض من 1.2 مليار متر مكعب في ري المزارع القريبة من مدينة الرياض، وفي الأحساء تخلط مياه الصرف المعالجة بمياه الصرف الزراعي والمياه الجوفية ومن ثم تضخ في قنوات المشروع التي تستقبل يوميا 130 ألف متر مكعب. وأضاف أن هيئة الري والصرف تلتزم بما تتضمنه الفتوى الشرعية لهيئة كبار العلماء والمجمع الفقهي الإسلامي والضوابط النظامية والمراقبة على مدار الساعة بضمان مطابقة المياه المعالجة للمعايير القياسية ويمكن استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثيا في أغراض الري الزراعي غير المقيد (ري جميع المحاصيل دون استثناء) مع استخدام أي طريقة من طرق الري دون أن تشكل أي أخطار بيئية أو صحية. دول الخليج وفي إطار الوضع الحالي لمياه الصرف المعالجة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحدث المستشار الاقتصادي للأمانة العامة لمجلس التعاون المهندس عبداللطيف المقرن، مشيرا إلى أن دول المجلس تقع ضمن المناطق الجافة وشبه الجافة بدون وجود أية أنهار أو بحيرات في أي من الدول الست وتعتمد في مصادرها المائية على المياه الجوفية بنسبة كبيرة، وأخيرا على تحلية مياه البحر، وللحاجة الماسة إلى الاستفادة من مياه الصرف المعالجة، فقد أولت معظم دول المجلس اهتماما كبيرا لهذا النوع من المياه، فشيدت جميع الدول الأعضاء محطات متعددة ذات كفاءة عالية، وبمواصفات عالمية، تختلف في أحجامها وكميات إنتاجها بين دولة وأخرى، إلا أن المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الأولى في هذا المجال، تليها دولة الكويت ثم الإمارات العربية المتحدة، ثم بقية الدول الأعضاء، إلا أن نسبة الاستفادة من هذه المياه مع الأسف قليلة، رغم جودتها ووصولها للدرجتين الثالثة والرابعة من المعالجة والمرضية دوليا. التنمية المستدامة فيما تحدث المهندس علي المطلق عن دور الصرف الصحي في التنمية المستدامة وتعزيز وتنمية إدارة موارد المياه من خلال إعادة استخدام المياه المعالجة، مبينا أن أهمية ذلك تحقق من خلال إعادة استخدام المياه المعالجة ذات جودة موثوق بها، فكلما تحسنت جودة المياه المعالجة سهلت وثبتت عمليات إعادة استخدامها والمحافظة على البيئة ومنع تلوثها من خلال رفع كفاءة المعالجة باستخدام تقنيات صديقة للبيئة (تقليل الآثار السلبية على البيئة). وتطرق المختص بدر الفوزان إلى إنجازات شركة المياه الوطنية للاستفادة من المياه المعالجة في القطاع الزراعي، مؤكدا أن رؤية الشركة أن تكون رائدة في تقديم خدمات المياه والصرف الصحي حسب المعايير الدولية، وتوفير المياه المعالجة بشكل مستدام وفعال من حيث التكلفة التي تقدمها الشركة، بحيث تكون قادرة على التطور المستمر والنمو، وأن استهلاك المياه المعالجة في القطاع الزراعي في المملكة يتجاوز 181 مليون متر مكعب في السنة، وتأتي المدينة المنورة في المرتبة الثامنة من حيث الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة، نظرا لعدم اكتمال إنشاء الشركة لشبكات الري، والمتوقع أن يستفيد منها أكثر من 1700 مزارع عند اكتمالها.