خافوا الله فيهم
تفاعل
الجمعة / 27 / شعبان / 1437 هـ - 19:30 - الجمعة 3 يونيو 2016 19:30
مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة هناك كثير من العمال يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة، بالإضافة إلى أنهم يعانون من الغربة ورواتبهم ضعيفة، وإلزامهم بالعمل في مثل هذه الأوقات الحارة يتطلب من أصحاب الشركات والمؤسسات تحديد موعد لعملهم في أوقات لا تكون فيها الحرارة مرتفعة، ومنحهم راحة فترة الظهيرة، وتكون ملابس العمال الذين يعملون تحت أشعة الشمس ذات ألوان فاتحة، بحيث تقلل من امتصاص الحرارة وتخفف عنهم بعض الشيء، وكذلك توفير الماء البارد لهم، وكل هذا يعتبر جزءا من مهام الشركات تجاه حقوق العمال والاهتمام بسلامتهم.
إن منظر رؤية العمال يعملون تحت لهيب الشمس الحارقة يجعلنا نقول: خافوا الله فيهم! ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء... قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «أبغوني في ضعفائكم فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم». فعلى أصحاب المؤسسات والشركات الأخذ بما أمرنا به نبينا محمد حتى يحصلوا على الأجر والرزق الوفير بخوفهم على سلامة من يعملون لديهم، فكثير من هؤلاء العمال قد يصابون أثناء عملهم في مثل هذه الأجواء الملتهبة بضربات شمس قد تؤدي إلى الموت لا سمح الله، لا سيما في المناطق التي ترتفع فيها درجات الحرارة، مثل الرياض والشرقية وجدة وغيرها، وكثيرة هي الروايات والقصص التي تحكي معاناتهم مع العمل في هذه الأوقات.
من واجبنا كمجتمع أن نقف إلى جانبهم، فقد تغربوا وتركوا بلادهم وأزواجهم وأولادهم من أجل لقمة العيش، ومن واجبنا أن نخاف الله فيهم، ونرحم ضعفهم، وأن نحفظ لهم بعض حقوقهم بما نستطيع، فمن لا يرحم لا يرحم. قال القرطبي «من كثرت ذنوبه فعليه بسقيا الماء فقد غفر الله ذنوب من سقى الكلب فكيف بمن سقى مؤمنا؟».
وهنا أقول لأصحاب العمل الذين يجبرون العمال على العمل في أوقات النهار، ولا يخافون الله فيهم، قال الإمام الشافعي:
ورزقك ليس ينقصه التأني
وليس يزيد في الرزق العناء