أهالي الفلوجة هاربون من الجوع إلى مراكز الاحتجاز
الخميس / 26 / شعبان / 1437 هـ - 22:00 - الخميس 2 يونيو 2016 22:00
وسط محاولات مقاتلي داعش صد هجوم للجيش العراقي على الفلوجة اشتدت حاجة سكان المدينة للغذاء والماء، ما دفعهم للهرب لتعتقل السلطات المئات للاشتباه في تأييدهم للدواعش الذين يفرون منهم. وبعد أسبوع من إعلان بغداد بدء الهجوم على الفلوجة تقدمت قواتها داخل حدود المدينة للمرة الأولى الاثنين الماضي وتدفقت على المناطق الزراعية على الأطراف الجنوبية للمدينة، لكنها توقفت قبل الوصول إلى الكتلة السكنية الرئيسة.
وبحلول أمس الأول دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى توقف الهجوم بسبب مخاوف على سلامة عشرات الآلاف من الناس الذين يعتقد أنهم ما زالوا محاصرين في المدينة.
وأفاد سكان فروا من الفلوجة قبل هجوم الجيش ولجؤوا إلى مدرسة قروية قريبة إنهم سعداء بهروبهم من مقاتلي داعش، لكنهم يخشون الآن على مئات الرجال والصبية الذين احتجزهم الجيش.
وقال مهدي فياض 54 عاما «لا تعاملونا وكأننا داعش» وذكر أنه هرب من المدينة مع 11 من أفراد أسرته بعد بدء الهجوم. وساعده أقاربه في السير على عكازين بسبب أن إحدى ساقيه مبتورة. لكن ما إن وصلت المجموعة إلى خطوط الجيش حتى تم فصل الرجال الآخرين عن الباقين واحتجزوا. وأصبح فياض بلا حول ولا قوة ولم يعد هناك من يساعده على المشي.
وتقول الحكومة إنها لا تملك خيارا سوى فحص حالات الرجال والصبية الفارين لمنع مقاتلي التنظيم من التسلل بين صفوف المدنيين، وإنها تستكمل إجراءات الفحص بأسرع ما يمكن وبأقصى رعاية ممكنة للمحتجزين في ساحة المعركة.
وتقول الأمم المتحدة إن المتشددين يستغلون المدنيين كدروع بشرية مثلما حدث في مواقع أخرى من العراق. وذكرت أن 20 ألف طفل على الأقل محاصرين داخل المدينة يواجهون مخاطر التجنيد الإجباري أو الانفصال عن أسرهم.
وفي ملجأ قرية الكرمة قال بعض السكان الهاربين إن المتشددين فصلوهم إجباريا عن أقاربهم.
وذكرت عراقية تدعى أم سلام 40 عاما كانت تحتضن رضيعا بين ذراعيها أن مقاتلي داعش استخدموا الرجال في قريتها كدروع بشرية مع اقتراب الجيش منهم الأسبوع الماضي.
وأضافت أن المتشددين نقلوها هي وأسرتها إلى منزل آخر في القرية «وظللنا محاصرين في البيت خمسة أيام بلا طعام» وقال حسن فرحان صالح وهو ناظر مدرسة عمره 45 عاما إنه مع اشتداد حدة نقص السلع في الفلوجة في الشهور الأخيرة ضغط المتشددون على السكان لتزويدهم بالمال والطعام. وأضاف «طلبوا منتجات من المزارعين وماشية من أصحاب القطعان».
«أدعو السياسيين إلى تجميد الخلافات إلى حين تحرير الأرض. فأكبر فساد هو فساد داعش والذي يؤخرنا عن قتاله هو الفاسد».
حيدر العبادي - رئيس الوزراء العراقي
سير العمليات
- بدأت القوات وحلفاؤها حصار الفلوجة قبل ستة أشهر
- تدهور الوضع الإنساني في المدينة منذ ذلك الحين
- عشرات آلاف المحاصرين ينقصهم الغذاء والمياه والدواء
- تواجه الحكومة مهمة طرد المتشددين واستمالة السكان
- تقول فصائل شيعية إنها تشارك فقط في تطويق المدينة