كيف نحافظ على النعمة؟
نحو الهدف
الثلاثاء / 24 / شعبان / 1437 هـ - 20:45 - الثلاثاء 31 مايو 2016 20:45
قال الله تعالى في سورة الأعراف (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) «31».
حثنا ديننا الحنيف على الاعتدال في كل شيء وخاصة الطعام، ونهانا وحذرنا من التبذير والإسراف، وتشير تقارير الأمم المتحدة حول الجوع في العالم إلى وجود مليار إنسان يعانون من الجوع، كما تشير أن إهدار كمية من الطعام تقدر بـ1.3 مليار طن سنويا، بما يزيد على أربعة أضعاف الكمية المطلوبة لحل أزمة الجوع في العالم.
أما بالنسبة للمملكة فقد كشفت التقارير المحلية أن نسبة هدر الأرز المستهلك في المملكة سنويا تتراوح ما بين 35-40 %، بقيمة تصل إلى 1.6 مليار ريال، والفاقد والهدر من الغذاء بالمملكة يقدر بـ50 مليار ريال حسب إحصاءات رسمية أعلنت عنها وزارة الزراعة، حيث إن نحو ثلث الغذاء يهدر، وهناك بعض الدراسات المحلية تؤكد أن نحو 90 % من الأطعمة التي تقدم في الأفراح والمناسبات لا يستفاد منها.
هذه الظاهرة غريبة على مجتمعنا، ونحن في المملكة سباقون لمعالجة مثل هذه القضايا ونتمنى أن تجد المؤسسات الحكومية البيئة النظامية للحد من هذه الظاهرة، وإقرار برنامج رقابي على أنشطة الاستفادة من بقايا الطعام التي يجتهد البعض في طرحها كحل للإعفاء من ذنب رمي النعمة.
كما أننا نناشد كل الجهات المعنية بإنشاء جهة حكومية أو هيئة وطنية مسؤولة عن حفظ النعمة بالتنسيق مع المؤسسات الحكومية والأهلية الأخرى ذات الصلة، من خلال عمل مؤسسي، وإنشاء مركز إعلامي متخصص لمشاريع حفظ النعم، وتشجيع العمل التطوعي في مجال حفظ النعمة تحت إشراف مدربين مؤهلين، إضافة إلى توثيق الخبرات والتجارب الخاصة بمؤسسات ومستودعات ومشاريع ودور حفظ الطعام المختلفة وتبادلها لتلافي الكثير من المعوقات.
وختاما إننا لنشكر جهود مملكتنا الحبيبة - أيدها الله - بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – سلمه الله - في إرساء قواعد العمل التكافلي والخيري وإشاعة قيم الحفاظ على النعمة بين أفراد المجتمع.