الرأي

أموالي والخبز والأدب والاستثمار!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
عرض علي أحدهم عرضا جادا لكي أستثمر «أموالي» ومشاركة بعض رجال الأعمال في مشاريع مضمونة الربح، والحقيقة أني لم أنتبه لبقية الكلام الذي قاله لي بعد أن سمعت كلمة «أموالك»، وانشغلت بالتفكير في الطريقة التي أكتشف بها أن لدي «أموالا»، ليس مالا واحدا ولا مالين، بل أموالا عدة. مع أنه لا يبدو عليّ أي مظهر يدل على أن لدي الكثير من «وسخ الدنيا» القابل للاستثمار. الاحتمال الوحيد هو أنه يعتقد أني أحد ملاك صحيفة مكة، صحيح أن الزملاء في الصحيفة يقولون دائما إننا شركاء، لكنهم لا يقصدون شراكة المال بطبيعة الحال. ولذلك فإن كان الأخ الذي عرض علي هذا العرض يقرأ مقالي هذا فإني أخبره أن الجهة الوحيدة التي يمكن أن تناقش معي استثمار أموالي هي «مقصف» مدرسة أحد أبنائي، أما أي استثمار فوق هذا المستوى فهو لا يتوافق مع «أموالي». ولو توفرت هذه الأموال فسأستثمرها في إنشاء «ناد أدبي» قطاع خاص، مع أنه يمكن الحصول على ناد أدبي حكومي بكامل عفشه وعتاده، وتحويله إلى استراحة لأفراد العائلة، كما يحدث الآن في الجمعيات العمومية لبعض الأندية الأدبية، حيث يكون أكثر أعضاء الجمعية من عائلة واحدة بغرض انتخاب الرئيس. ويقال إن ناديا أدبيا في الجوف ـ دون ذكر أسماء ـ كان أبرز أنشطته في الفترة السابقة أنه طبع كتابين لمؤلفتين من نفس العائلة أيضا، وهذه تحسب للنادي وليست عليه، فالذي لا خير فيه لأهله ومنتخبيه فلا خير فيه لبقية العالمين. وعلى أي حال.. وبعيدا عن الأندية والاستثمار، فإن الأدب الذي لا يطعم الخبز قد ولى زمنه، لأن الأدب هذه الأيام يمكن أن يبني مخبزا وبيتا ومركبا مريحا، الأمر يحتاج فقط لبعض التنازلات اليسيرة التي لا تضر. والكرامة يمكن شراؤها لاحقا! algarni.a@makkahnp.com