الرأي

العلاج في الداخل والخارج

تقريبا

فواز عزيز
لو حاولت أن تقف في صف مستشفيات وزارة الصحة لتقدم بعض التبريرات عن أخطائها الغزيرة، ستعجز عن تصديق نفسك..! حاول مثلا أن تجد مبررا لكثيرة الأخطاء الطبية التي أصبحت تقتل المرضى أسرع من قتل المرض لهم، وذلك في كل الأطراف دون تفرقة، وكأن وزارة الصحة تسعى للعدل والمساواة في توزيع الأخطاء الطبية بين كل المناطق، لتنال كل أسرة نصيبها من «الأخطاء الطبية» التي تختفي تفاصيلها بعد إعلان فتح «ملف تحقيق» فيها. قبل يومين فتحت إدارة مستشفى الملك خالد بمنطقة حائل تحقيقا مع فريق طبي حول واقعة نسيان مقص في بطن مريض أجريت له عملية جراحية. وهنا عندي أكثر علامة تعجب بصيغة أسئلة: هل هذا يعني أن الطبيب وطاقمه يضعون «عدة الشغل» على جسد المريض أثناء إجراء العملية..؟! وما هو حجم المقص الذي لم ينتبه كل طاقم العمل لبقائه في بطن المريض..؟! ولماذا لا يقوم طاقم العمل في غرفة العمليات بتفقد «عدة الشغل» بعد إنجاز العملية..؟! في الورشات لا يمكن أن ينسى المكانيكي شيء من «عدة الشغل» في بطن سيارتك، رغم أن المكانيكي لا يمتلك شهادات، وليس لديه أخلاقيات مهنة، لكنه حريص على «عدة الشغل». حين انتشرت صورة أشعة بطن المريض وظهر فيها «المقص» توقع أحد الخبثاء أن «يجحد» المستشفى أن يكون المقص من ممتلكاته، لكن إدارة المستشفى اعترفت أن المقص لها، وفتحت تحقيقا في الواقعة، فوداعا للقضية، كما هي حالة كل خطأ طبي يفتح له ملف تحقيق. (بين قوسين) قبل أيام نقلت صحيفة «الوطن» أن مدير صحة الحدود الشمالية عبدالله العازمي يقول «مراجعات المرضى لمستشفيات الأردن ليس لنقص القدرة على إجراء العمليات بمستشفيات المنطقة بل هي ثقافة مجتمع، لا تخفى على أحد من أبناء المنطقة»، بعد التصريح تم إعفاء المتحدث الرسمي بناء على طلبه، ولم ينف مدير عام صحة الشمالية التصريح، رغم أن كثيرا من المقربين منه ينفون عنه ذلك، لكن سكوت العازمي عن التصريح إثباتٌ له، ولا يلام من ينتقد صحة الشمالية بسببه، فلا يخفى على أحد من أبناء الشمال ما تعانيه مستشفيات الحدود الشمالية من نقص كبير وضعف في الإمكانيات.