أعمال

بسواعد السعوديين تعود صحراء شيبة شبابا

u062du0642u0644 u0627u0644u0634u064au0628u0629 u0627u0644u062au0627u0628u0639 u0644u0623u0631u0627u0645u0643u0648 (u0645u0643u0629)
لم يعد حقل شيبة المستريح في الربع الخالي يشبه مسماه المجازي، بل عادت تلك الصحراء شبابا، بعد اكتشاف النفط فيها من قبل شركة أرامكو السعودية، فالحقل الذي يقع وسط كثبان رملية متشابكة يصل ارتفاع بعضها إلى 300 متر عن سطح البحر، تروض على أيدي سواعد الوطن العاملين هناك. وخلال الجولة الإعلامية التي نظمتها الشركة لعدد من مراسلي الصحف المحلية الأربعاء الماضي ومنهم مراسل «مكة»، بحضور رئيس الشركة المهندس أمين الناصر، ونوابه المهندسين ناصر النفيسي، وأحمد الخاطر، والمهندس نبيل المنصور، أكد الناصر أنه خلال الأيام القلية المقبلة سيضخ مليون برميل يوميا من النفط من شيبة، إضافة إلى 275 ألف متر مكعب من المكثفات من الحقل، الذي ينتج حاليا 750 ألف برميل، ليكون بذلك ثاني أكبر حقول النفط إنتاجا في السعودية بعد حقل الغوار الضخم. 1968 ولدت وفي 1994 بدأ العمل في الثلاثينات من القرن الماضي، أظهرت الدراسات وجود مخزون هائل من النفط في منطقة شرق الربع الخالي مبكرا، إلا أن اندلاع الحرب العالمية الثانية أخر الاستكشافات في المنطقة إلى ما بعد انتهاء الحرب في 1945، ليتم اكتشاف حقل شيبة العملاق في 1968 بجهود خارقة لم تعرف اليأس، إلا أن وجود الحقل في منطقة نائية بعيدة عن مرافق الشركة ومنشآتها، وعدم توفر الإمكانات الهندسية واللوجستية التي تسمح باستخراج النفط بشكل تجاري أديا إلى تأجيل العمل حتى 1994. 1600 موظف يتحدون الرمال أدركت أرامكو مبكرا أن العيش في منطقة نائية وسط الصحراء وبحار من الرمال الغاضبة، سيكون صعبا إن لم يكن مستحيلا إذا لم توفر البيئة المناسبة للعمل والاستقرار، ولمواجهة هذه التحديات أنشأت الشركة مدينة سكنية تستوعب ألفي موظف، ويعمل في الحقل 1600 موظف، ويشكل السعوديون نحو 95% منهم، حيث يشغلون الحقل بالكامل. بداية العمل في الحقل في أواخر 1994، شكلت أرامكو السعودية فريقا من مختلف تخصصات الأعمال الاستكشافية والإنتاجية واللوجستية والإدارية، واستطاع خلال ثلاث سنوات تحدي الظروف القاهرة بكل أشكالها، وخلال هذه الفترة تم إنشاء ثلاثة معامل ضخمة لفصل الزيت عن الغاز والمجمع السكني والترفيهي ومهبط الطائرات. 1998 شيبة يضخ النفط واكتملت المشاريع الأساسية في 1998، ليبدأ أول إنتاج للحقل بنصف مليون برميل يوميا حتى 2009 ، حيث أضيف ربع مليون برميل مجددا ليصل إلى 750 ألفا، وفي الوقت نفسه تم تعبيد طريق بطول 400 كلم ليصل منطقة الحقل بمفرق طريق البطحاء على حدود الإمارات كأقرب طريق يوصل لشيبة بريا، كما تم ربط أنابيب النفط من الحقل بمعامل الشركة في بقيق بطول 638 كلم، في حين يبلغ طول خطوط الأنابيب داخل حقل الشيبة نفسه نحو 750 كلم. مرافق متعددة ويضم الحقل جميع المرافق الأساسية، حيث يوجد به مهبط للطائرات أشبه بالمطار المتكامل الخدمات على أرض كانت كثبانا من الرمال العالية قبل إزاحتها، إضافة إلى مرافق للصيانة والمساندة والإطفاء والكهرباء والاتصالات، ومبان سكنية للموظفين ومركز للبريد، ومكتبة وصالات رياضية ومستشفى وخدمات أخرى. صداقة مع البيئة ويتميز النفط المستخرج من حقل الشيبة بأنه من الزيت العربي الخفيف جدا، وفي عام 2011 فازت مرافق الإنتاج هناك بجائزة التميز البيئي في دول مجلس التعاون الخليجي في فئة «أفضل مؤسسة صناعية التزاما بالمعايير والأنظمة البيئية»، ومن بين المبادرات التي أدت إلى الحصول على الجائزة تقنية إطفاء الشعلة، وإعادة تدوير النفايات واستعاضة الانبعاثات وحماية الحياة البرية.