مرحبا بالإيرانيين وغير الإيرانيين
الاحد / 22 / شعبان / 1437 هـ - 00:15 - الاحد 29 مايو 2016 00:15
دأبت المملكة على العمل الجاد لتيسير سبل أداء مناسك الحج والعمرة والزيارة لكل المسلمين، كل عام تتضافر الجهود وتتكامل بين جهات كثيرة تربطها مهمة رعاية ضيوف الرحمن من الوصول إلى المغادرة. من عام إلى عام تثبت الدولة اهتمامها البالغ بالديار المقدسة دون أدنى توقف عند الأرقام، فلا سقف للإنفاق على الحرمين الشريفين ولا حدود لأعمال التوسعة، المهم في الأخير خدمة الديار المقدسة وتوسيع نطاق التسهيلات وتعظيم الإمكانات لتحقيق أقصى درجات الراحة لضيوف الرحمن كافة، وفي كل وقت دون تمييز أو استثناءات.
لا أعتقد أن المنصف يستطيع تجاوز هذه الحقائق، ولا أعتقد أن صوت غير المنصف بات مسموعا ومعطيات الواقع التاريخي ضده بالأدلة القاطعة.
بصراحة وبكل ثقة الشواهد الحية لم تترك مجالا للتشويش على جهود السعودية في خدمة الإسلام ناهيك عن تميزها في تنظيم أعمال الحج، ولا أدل على ذلك من نجاحات مواسم الحج الماضية بفضل من الله جلت قدرته ثم بفضل الجهود المباركة التي تبذلها الدولة تحت إشراف مباشر ومتابعة مستمرة من قيادة البلاد.
في كل الأحوال تبقى سلامة الوافدين إلى الديار المقدسة سوى معتمرين أو زوار أو حجاج مهمة إنسانية تستدعي أعلى درجات الاستعداد ولا بد من إجراءات تنظيمية تحقق السلامة في أجواء روحانية تسهل على الناس -وقد تكاثروا- أداء شعائرهم بطمأنينة، وهذا الأمر لا شك هو روح الإجراءات التنظيمية، ومن هنا رفعت الدولة بكل وضوح وقوة علامة ممنوع لتسييس الحج، وهي تعني ما تقول على خلفية وجوب الالتزام بالقواعد الشرعية.
من هنا يأتي غريبا أن تسعى أي دولة إسلامية إلى حصول مواطنيها على الاستثناءات أو الخصوصية التي تميزهم عن غيرهم في رحاب الديار المقدسة وكأنها تريد تكييف المواقيت وتخصيص الأماكن لحسابها.
الأيام الفائتة قررت إيران منع مواطنيها من أداء شعائر الحج والعمرة والزيارة العام الجاري لأسباب تطرقت لها وزارة الحج السعودية. إيران تراجعت لاحقا عن قرارها بعد مبادرة سعودية، المبادرة التي تؤكد على ترحيب المملكة بالحجاج الإيرانيين مع الاستعداد لخدمتهم، إلا أن ما حصل هو رفض وفد شؤون الحج الإيراني التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام 1437 لدواعي الرغبة في عرض المحضر على المرجعية في إيران.
موافقة المرجعية في إيران على المحضر والتزامها ببنوده يصب في صالح المسلمين. قريبا سيتضح الموقف الإيراني فلننتظر، وبكم يتجدد اللقاء.
alyami.m@makkahnp.com