جيل مختلف
تفاعل
السبت / 21 / شعبان / 1437 هـ - 01:45 - السبت 28 مايو 2016 01:45
تتحدث التركية بطلاقة وتترجم إليها، وأخرى قارئة نهمة في علم الطاقة والجذب وتجادلك في أمور عقدية حساسة، وأخرى تجيد فن الكتابة الروائية بحرفية بالغة في وسائل التواصل الاجتماعي، وأخرى أتقنت اللغة الإنجليزية من خلال مشاهدة الأفلام ومتابعة رموزها، وأخرى أنشأت مشروعها الصغير، وأخرى التحقت بدبلوم للعلوم الشرعية عبر الانترنت وغيرهن الكثير..
لست هنا لأهمش تلك الاهتمامات أو أقدسها، بل أدركت بأن لتلك العقول طاقة مهولة واستيعابا عاليا لما شغفن به حبا واهتماما، تلك الطاقات وجدت ما يشبع رغباتها في زوايا الانفتاح الثقافي الذي تجاوز أروقة المنازل وصروح التعليم ليجدن فيه من يجيب عن أسئلتهن ويزيد الشغف باهتمامه وثنائه. ثمة انفلات وفراغ ثقافي يفتقد القيم والمبادئ التي ينبغي أن يمتلئ بها قبل الانغماس في تلك الثقافات المتغايرة، لست مؤمنة (بمبدأ المنع والتقييد) إطلاقا، بل نريد أن نصنع جيلا متوازنا متشبعا بثقافته المنضبطة ومتعايشا مع ما ينفعه من العلوم والمعارف المختلفة.
نخشى من صرف تلك الطاقات في هدم العقائد وترسيخ الفكر الوافد وجلب رذائل وسواقط الثقافات ونحن نشاهد الموقف بلا استنكار أو بذل لما في وسعنا من التوجيه، ماذا لو كان لدينا مراكز تعتني بتلك الطاقات وتوظيفها بشكل يخدم المجتمع والفرد؟ كما أننا في حاجة ماسة لأسرة واعية لتنتج لنا جيلا مدركا للمتغيرات، نريد أن نخرج جيلا يفتخر بمضمونه وبفكره الواعي، جيل يستطيع أن يتعايش مع جميع المعطيات باتزان فكري وضوابط تمليها عليه سريرته السليمة.