23 مليار دولار سوق الصيد غير القانوني للأسماك حول العالم
الجمعة / 20 / شعبان / 1437 هـ - 01:00 - الجمعة 27 مايو 2016 01:00
أمام سوق الصيد غير القانوني للأسماك الذي ينتج 26 مليون طن سنويا، بقيمة تبلغ 23 مليار دولار، يقترب العالم من تحقيق آلية تمكنه من تحجيم هذه السوق والحد من تقويضها للجهود الرامية لضمان استدامة مصائد الأسماك والإدارة المسؤولة للثروة السمكية حول العالم.
بدء العدل التنازلي
تتركز الآلية في دخول اتفاقية تدابير دولة الميناء الدولية الرائدة، والتي تدعمها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، حيز التنفيذ، لتكون ملزمة لجميع الموقعين عليها، والتي ستجعل من هذا النوع من الصيد وغير المرغوب أكثر صعوبة.
قدمت أكثر من 30 دولة والاتحاد الأوروبي وثائق تؤكد التزامها بالاتفاقية، الأمر الذي أطلق العد التنازلي لدخولها حيز التنفيذ بحلول الخامس من يونيو المقبل، حيث ستصبح أول اتفاقية دولية ملزمة، تستهدف الصيد غير القانوني وغير المنظم وغير المبلغ عنه للأسماك، قانونا دوليا.
وأكدت جميع هذه الدول والاتحاد الأوروبي على التزامها الرسمي بالاتفاقية من خلال وثائق الانضمام إليها، لتتجاوز النسبة 62% من إجمالي واردات الأسماك حول العالم، و49% من صادرات الأسماك، والتي تتجاوز قيمتها 133 مليار دولار و139 مليار دولار على التوالي 2013.
تحقيق مزيد من الاستدامة
وفي معرض تعليقه على هذه الاتفاقية، قال مدير عام منظمة الفاو جوسيه جرازيانو دا سيلفا «تشكل هذه الاتفاقية أملا جديدا للجهود المبذولة لمكافحة الصيد غير المشروع للأسماك، ومن خلال منع الصيادين المخالفين من إيجاد ملاذ آمن والوصول إلى الأسواق، ستدفع اتفاقية تدابير دولة الميناء قطاع المأكولات البحرية نحو تحقيق مزيد من الاستدامة، كما ستترك آثارا كبيرة في سلاسل التوريد الخاصة بمصائد الأسماك».
وأضاف قائلا «فلنحرص على عدم جعل أي دولة ميناء معروفة ومستهدفة من قبل الصيادين غير القانونيين بأنها دولة ميناء غير ممتثلة»، كما حث المزيد من الدول على المصادقة على المعاهدة.
كيف ستعمل المعاهدة؟
تشير تدابير دولة الميناء، التي ستكون في صميم المعاهدة التي ستدخل حيز التنفيذ قريبا، إلى الإجراءات التي يتم اتخاذها لاكتشاف صيد الأسماك غير القانوني وغير المنظم وغير المبلغ عنه عندما ترسو السفن في الموانئ.
وتتطلب المعاهدة الجديدة أن تخصص الدول الأطراف مرافئ معينة لاستخدامها من قبل السفن الأجنبية، مما يسهل من عملية السيطرة والمراقبة.
ويجب أن تطلب السفن الإذن بدخول الموانئ في وقت مبكر وأن تمد السلطات المحلية بالمعلومات كافة، بما في ذلك حمولتها من الأسماك، وأن تسمح للسلطات بتفتيش سجلها وتراخيصها، ومعدات الصيد والحمولة الفعلية، إلى جانب أمور أخرى.
والأهم من ذلك، تحث الاتفاقية الدول على منع دخول أو تفتيش السفن التي شاركت في هذا النوع من الصيد غير القانوني، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقها.
وفي سبيل دعم ذلك، تلزم الاتفاقية أيضا الأطراف بتبادل المعلومات على الصعيدين الإقليمي والعالمي، في ما يتعلق بالسفن التي تم اكتشاف أنها تمارس هذا النوع من الصيد.
وتنطبق اتفاقية تدابير دولة الميناء على أي استخدام لأي ميناء، وهو ما يعني بأنه يتوجب على أي سفينة ترسو، حتى لمجرد إعادة التزود بالوقود أن تمتثل لمتطلبات التفتيش.
ومن شأن منع الصيادين المخالفين من تفريغ حمولات صيدهم غير المشروع أن يصعب من دخول هذه الأسماك إلى الأسواق المحلية والدولية.
وبالمقارنة مع معظم أنظمة الرصد والمراقبة والإشراف، تعد تدابير دولة الميناء، ذات الفعالية العالية والأقل كلفة، رادعا لأنشطة الصيد غير القانوني.
الدعم من أجل التنفيذ
وفي بعض الحالات، تواجه الدول الساحلية النامية والدول المكونة من جزر صغيرة، والتي غالبا من تمتلك مناطق الصيد الأكثر جاذبية في العالم، تحديات في تطبيق تدابير دولة الميناء.
وتبعا لذلك، استثمرت منظمة الفاو بشكل كبير في مشاريع بناء القدرات لدعم تطبيق اتفاقية تدابير دولة الميناء.
أما الآن، ومع دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، فإن الفاو بصدد إطلاق سلسلة من المبادرات الوطنية والإقليمية ومتعددة الأقاليم، بما في ذلك تنفيذ برنامج عالمي لتنمية القدرات بهدف تنفيذ الاتفاقية.
أهم بنود المعاهدة
- تخصيص مرافئ معينة لاستخدامها من قبل سفن الصيد الأجنبية
- إفصاح السفن للسلطات المحلية عن حجم حمولتها من الأسماك
- السماح للسلطات بتفتيش السفن وسجلها وتراخيصها ومعداتها
- منع التعامل مع السفن التي شاركت في الصيد غير القانوني
- التزام أطراف الاتفاقية بتبادل المعلومات بشأن السفن