العالم

الفلوجة تتخوف من تصفيات طائفية مع اقتراب موعد اقتحامها

رغم المخاوف العراقية من أن تكون عملية تحرير مدينة الفلوجة بداية لتصفيات طائفية من قبل بعض الجهات، إلا أن مصادر سياسية وأمنية ترى أن انطلاق العملية يشكل نقطة تحول في المواجهة العسكرية لكسر شوكة الإرهاب. وقال وزير التخطيط سلمان الجميلي إن الشروع بخطة تحرير الفلوجة سيكون بداية جديدة للتعامل مع الإرهاب الذي لم يعد قادرا على الصمود مثلما كان بالسابق عدوا شرسا، ولكن هذه الخطة تحتاج أن تتصرف الحكومة العراقية معها بحذر، وأن تكون معركة نظيفة للحفاظ على سلامة المدنيين. وأضاف الجميلي الذي ينتمي لمدينة الفلوجة أن عناصر داعش أصبحوا بعدد محدود جدا وليس لديهم القدرة على الصمود بوجه القوات المسلحة. وألقت الطائرات العراقية خلال الساعات الـ24 الماضية منشورات تدعو السكان المدنيين المحاصرين بالفلوجة إلى الابتعاد عن مناطق تمركز عناصر داعش ومحاولة الخروج من المدينة من منافذ آمنة أو المكوث في منازلهم لحين وصول القوات العراقية إليهم. وبينما تمكنت نحو 80 عائلة من الهروب من قبضة داعش الذي يحتجزهم كرهائن منذ أكثر من عامين، قتل أكثر من 30 مدنيا جراء تفجير عبوات ناسفة زرعها التنظيم على المنافذ الخارجية للفلوجة لمنع خروج المدنيين وتخويفهم من الهروب. وقال الرائد بشرطة الأنبار زيد محمد إن داعش أعدم عائلة من 12 شخصا بسبب محاولتهم الهروب لخارج المدينة، مشيرا إلى أن قصفا عشوائيا تعرضت له المدينة مع بدء العملية العسكرية ما أسفر عن قتل عائلة مكونة من 11 شخصا وتدمير منزلهم بالكامل. وأضاف أن المدنيين أخبروهم بأنهم في وضع نفسي متدهور جراء القصف العشوائي فضلا عن ظروفهم الصعبة بسبب الحصار المفروض عليهم منذ 10 أشهر. ويتخوف السكان بالفلوجة من تصريحات لقادة في ميليشيات شيعية توعدت بضرب الفلوجة واعتبار هذه المعركة فرصة للانتقام من سكانها. وجاءت هذه المخاوف متسقة مع مخاوف لشخصيات برلمانية وسياسية من أبناء الأنبار التي تنتمي لها الفلوجة من أن يكون ثمن المعركة هو تدمير المدينة وقتل سكانها الذين يقدر عددهم بنحو 50 ألف نسمة. «إن معركة تحرير الفلوجة ستكون إما نقطة التقاء بين العراقيين وإحياء فعلي لمشروع المصالحة الوطنية في حال كانت المعركة نظيفة وتحررت على طريقة الرطبة، وإما تشترك جهات مسلحة في المعركة بدواعي طائفية وأحقاد دفينة وتدمر وتقتل الناس الأبرياء وبالتالي يصبح الأمر نقطة خلاف عراقي على أسس طائفية وهذا الذي نقف بوجهه لكي لا يحصل». حامد المطلك -النائب في البرلمان العراقي «إن رمزية الفلوجة بين العرب والمسلمين كبيرة ويجب أن تكون معركة تحريرها من الإرهاب نظيفة، وأي تجاوز يمس حقوق الإنسان بالمدينة سوف يسجل بدقة، كما أن مسؤولية الحفاظ على سير خطة تحريرها بطريقة سليمة هي من مهمة رئيس الحكومة، وبخلاف ذلك فإن العملية السياسية سوف تتعرض سمعتها لأزمة سياسية داخلية وخارجية». خالد محمد -خبير استراتيجي ولواء متقاعد