الرأي

السعودية لا الأمم المتحدة

تاريخ السعودية تجاه اليمن عريق ومدون بأحرف من ذهب، ولا يحتاج الإنسان لأدنى جهد لمعرفة ذلك، لأن المنصف والعاقل سيعرف ماذا تمثل المملكة بالنسبة لليمن منذ مئات السنين، والمتتبع للتاريخ سيرى أن السعودية كانت خير جار لبلد همشه الفقر وقضى عليه سوء الإدارة للحكام المتعاقبين على حكمه، فضلا عن أن من يتعمق في تاريخ البلدين سيرى أن الأولى كانت هي الوريد للثانية، في الوقت الذي يبيع لها العالم بكامله الوهم، ويصرف لها السراب، حضرت المملكة في مفاصل اليمن، شاركته في الحزن والفرح، وفتحت له القلب والوطن ومدت يد العون بلا من أو أذى.

استمر (علي صالح) بتشويه المملكة وهو في قوة حكمه البائس، وظل الشعب اليمني مغيبا عن دور المملكة تجاهه في قمة عطائها له، وقربها منه مع مشاكله المدمرة، لذلك نجح الإعلام اليمني المحلي بتوصيل رسالة الكراهية المطلقة لكل ما يتعلق بالسعودية اسما وأرضا، ويا للمفارقة، السعودية هي من تدفع رواتب الموظفين، وعلى أرضها أكثر من 3 ملايين يمني يعيلون أكثر من 10 ملايين في الداخل، ولطالما عجز (صالح) عن توفير رواتب الناس، وكان يلجأ للسعودية!

لا تكفي مقالة ولا كتاب حقا لشرح دور المملكة الوجداني تجاه «اليمن» المنهك، والذي باع له الفقر والأمراض والجهل حكامه المرتزقة، ولا يمكن لحاقد أن ينصف المملكة، تلك مهمة الأسوياء وحسب، ويكفي للتاريخ أن يدون أن «السعودية أنقذت اليمن من جحيم إيراني كان سيحوله إلى العدم»، التاريخ لا يمكن أن يطمس الحقائق، لا يمكن أن ينسى الناس أن المملكة ترسل الإغاثة لكل جغرافيا اليمن في قمة الحرب الضروس، وعلى أراضيها الملايين من اليمنيين يعملون ويعيشون بلا أدنى قلق، وفي الوقت الذي ترسل إيران الأسلحة لقتلنا، والأمم المتحدة ترسل الإغاثة للحوثيين، المملكة توزع الحياة للمواطن نفسه، ويلمس ذلك بعيدا عن ضجيج الإعلام الممول الطافح بالكذب والفوضى!