الرأي

الصحة والكرة.. مقارنة!

إسماعيل محمد التركستاني
بعيدا قليلا عن الحديث في مؤشرات الأداء في الخدمات الصحية، وبعيداً أيضاً عن بروتوكولات وأداء القيادات الصحية، وبعيداً عن برامج سلامة المرضى وتطويرها، اسمحوا لي هذه المرة بالحديث عن حال الخدمات الصحية ومقارنتها بلعبة كرة القدم، ومقارنة ما يحدث في بطولة الدوري الأوروبي (كوننا نتابع وبشغف هذه البطولة) مع سيناريو الخدمات الصحية. في هذه المقارنة، الحكم في كرة القدم هو الطبيب أو الممرض، اللاعبون هم المستفيدون من الخدمات الصحية، كرة القدم والملعب والإضاءة ومختلف الخدمات داخل الملعب هي بمثابة مختلف الخدمات الصحية المقدمة داخل المنشأة الصحية، أتمنى عزيزي القارئ أن تكون الصورة قد اكتملت في مخيلتك. وكما نشاهد في البطولة الأوروبية، هناك جدول معد مسبقا لجميع اللقاءات بين الفرق المشاركة (يوم اللقاء، مكان اللقاء، ساعة اللقاء) وتجهيز جميع مستلزمات اللقاء (ومثال ذلك في الخدمات الصحية هو جداول العيادات والعمليات وغرف المرضى). ومن ثم كيفية الانتقال إلى الأدوار المتقدمة في البطولة بين الفرق الفائزة في المباريات (ومثال ذلك في الخدمات الصحية متمثل في كيفية انتقال المريض من عناية أولية إلى عناية متقدمة في مستشفى عام أو مركز صحي متقدم).

باختصار... نوعية النقاش بين الطبيب والمستفيد من الخدمات الصحية لا بد أن تكون في مستوى معين من اللباقة والاحترام بين الطرفين (حالها حال النقاش بين لاعب الكرة والحكم) بحيث يحترم فيه الطبيب حقوق المريض في معرفة حالته الصحية وكيفية علاجه وحق الطبيب أيضاً من الاحترام والتقدير لمكانته وعلمه. المنشأة الصحية هي بمثابة ملعب كرة القدم، وذلك من ناحية التجهيزات التي تكفل سلامة العاملين بالمنشأة (سلامة الجمهور واللاعبين)، ووجود الخدمات التي من خلالها يستطيع المريض الوصول إلى كل ما يحتاجه (حالها حال الخدمات التي يحتاجها جمهور الفريقين)، انسيابية الخدمات الضرورية للمرضى والعاملين بالمنشأة (انسيابية دخول وخروج الجمهور واللاعبين). نعم، إذا أردنا أن نحسن حال الخدمات الصحية، لا بد للقيادات الصحية من أن تنظر إلى ما حولها، ومن الاستفادة من نجاحات الآخرين (ولا يكون نظرهم فقط إلى مستوى أثاثهم المكتبي والسعي إلى تغييره).