الرأي

التهمة التي «تدل دربها»!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
تجويع المدنيين الذين لاحول لهم ولا قوة ومنع الماء والطعام والدواء عنهم من أجل مكاسب عسكرية مذهب في الخسة والنذالة يتبعه الأنذال على مرّ العصور.

ولم يعد الأمر مهما كثيرا لأننا اعتدناه وألفناه، وحين يمر على أسماعنا خبر عن بشر مثلنا ـ ناهيك عن كونهم إخوة لنا ـ يقتلون تجويعا فإننا في الغالب لا نتوقف عنده كثيرا ونجتازه إلى ما سواه من أخبار المتخمين!

قارئ ما يقرأ هذه الأسطر ويتمتم «الله ينكد عليك»، وآخر يقول باشمئزاز: وما هو المطلوب؟ وثالث لم يصل أصلا إلى هذا السطر وقرر أن يبحث عن شيء «مفيد» لأنه اكتشف من السطر الأول أن الموضوع من الأحاديث المكررة التي تدور حول البشر الذين يقتلهم بشر آخرون.

أما الذين قرروا المواصلة فأقول لهم إنكم محظوظون لأنكم تعيشون في عصر سيخجل التاريخ من تدوينه، وتعرفون أشياء سيعجز من يأتي بعدكم عن فهمها.

حين تتحدث اليوم عن بشر يموتون جوعا فإنك تتحدث على استحياء وتتلفت حولك كثيرا قبل أن تهمس بلعناتك على كل الطغاة ومن تعاطف معهم ومن عاونهم. تلعن همسا لأنك تخاف أن تتهم بالإرهاب، وهي التهمة التي طالت كل الكائنات الحية ما عدا صناع الإرهاب أنفسهم.

في الشام نذل جبان، يقتل الناس بكل طريقة ممكنة ولا يتهمه العالم «المتحضر» بالإرهاب، لأنه لا يبدو عليه «سمت» الإرهابيين، فقد جرى «العرف» العالمي أنه لا يمكن اتهام أحد بالإرهاب وهو يلبس ربطة عنق وبدلة أنيقة حتى لو أفنى نصف سكان الأرض!

هذه التهمة «تدل دربها» وتعرف بمن تلتصق حتى ولو كان يخاف من رؤية دجاجة تذبح في أفلام رسوم متحركة!

وعلى أي حال..

داعش فكرة، وحين تؤيد قتل الناس وتجويعهم وإبادتهم من أجل معتقداتهم أو أفكارهم وآرائهم فإنك داعشي لعين حتى لو كنت ترتدي ربطة عنق وتحلق حتى شعر حواجبك، وتسمع فيروز وتتقهوى فودكا!

algarni.a@makkahnp.com