الرأي

من سيدفع بالآخر إلى الأمام الرؤية أم التعليم؟

عبدالله حسن أبوهاشم
التشاؤم محبط جدا، يضعف الهمم، ويهبط من العزيمة، ويقتل الحماس والطموح، لذلك لا بد أن نكون متفائلين بتحقيق رؤية المملكة 2030، التي دشن انطلاقتها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بما تحمله من خطط وبرامج تنموية طموحة تبشر بمستقبل واعد ومشرق ومزدهر لبلادنا وللأجيال القادمة بعون الله.

ومن الطبيعي أن أي مشروع وطني وتاريخي بهذا الحجم وهذه الضخامة وبهذه القيمة والأهمية، لا بد أن تقابله صعوبات وتواجهه معوقات، لكن بالتخطيط السليم والسياسة الحكيمة والفكر الثاقب، وبالإدارة الواعية والإرادة القوية سيتم بعون الله تجاوز هذه الصعوبات والتغلب عليها.

وبما أن التعليم كما هو معروف أساس نهضة الدول وتقدم الأمم ورقيها، فبدون تعليم متطور لن تنجح الخطط والبرامج التنموية، وستذهب كل الجهود سدى دون فائدة. صحيح أنني دعوت إلى التفاؤل بتحقيق رؤية المملكة 2030. إلا أنه يتبادر إلى الأذهان هذا السؤال الصعب: هل تعليمنا بهذا الوضع المتردي والحال المؤسف الذي هو عليه قادر على تحقيق هذه الرؤية؟ أو يشجع على مواكبتها؟

ذكر ولي ولي العهد في المقابلة التلفزيونية الشهيرة معادلة صعبة، حينما قال سموه وبكل وضوح وصراحة: إن المملكة ثالث أو رابع دولة في الإنفاق العسكري، ورغم ذلك يصنف جيشنا رقم عشرين على مستوى العالم! أي أن هناك خللا.

ليسمح لي سمو الأمير أن أنقل هذه المعادلة الصعبة إلى تعليمنا أيضا، وأقول: لا توجد دولة في العالم تنفق على التعليم كما تنفق دولتنا أعزها الله، ورغم هذا الإنفاق الضخم نرى تعليمنا بدلا من أن يتقدم إلى الأمام يسير بالعكس إلى الوراء! مفارقة عجيبة، ومعادلة صعبة، وخلل كبير لا يعرف مكمنه، ومشكلة كبيرة استعصى حلها على كل من تقلد كرسي هذه الوزارة، ولا يعرف كيف السبيل إلى علاجها.

لذلك أقولها بكل صراحة ووضوح، ننتظر ونتمنى أن تدفع الرؤية بالتعليم إلى الأمام وتطوره، لكن لا ننتظر أن يتحقق العكس.