الرأي

رزق الدَّراويش على الفنانين!!

بعد النسيان

في حديث السيد (الحبيب الجفري) لقطة لا ينتبه لها إلا الراسخون في الانتباه، وهي: أنه كان في ضيافة المسرحي السوداني العالمي (علي مهدي)! وما أدراك ما هذا الزول العظيم؟ لقد بدأ بما نسميه (المسرح التجاري) تحت شعار: «الجمهور زاتو داير شنو»؟ لكنه لم يستثمر في هذا النوع من المسرح؛ حينما فتح الله عليه (بقرشين) بنى بها منزلاً، واقتنى سيارة، وسافر مع المدام شهرَ عسلٍ بأثرٍ رجعي، بعد أن وفر بالقرشين (زاتا) أرقى مستويات التعليم لأولاده!! ولم يسكره إعجاب الجمهور، وتزاحم الشعب على مسرحه عقداً كاملاً من الزمن؛ بل استثمر جزءاً من القرشين (زاتا) في تقديم مسرح حقيقي؛ وإن لم يعجب الجمهور (زاتو)! وقد سرد حكايته المثيرة مع الفن وأهله، في مهرجان المسرح السعودي الرابع (رابع/ مقلَّط)، الذي عقد للمرة الأولى، والأخيرة، والنص نص، في (مارس 2008)! وأسندت اللجنة المنظمة تقديم (علي مهدي) للأخخخ/ أنا؛ بوصفه عضواً في جمعية المسرحيين السعوديين؛ المعروفة اختصاراً بـ(جمس) رئيسها الفنان (أحمد الهذيل)، قبل بدء الأمسية بسويعاتٍ معدودة؛ فاعتبرها (كرامةً) لا تتكرر: فالمتحدث صوفي عريق، يعتمر العمامة الخضراء، ولعلَّكُنْكُمْ تذكرون مقولة الأستاذ (محظوظ): «كل السودانيين صوفيون حتى اليهود والنصارى والوثنيين منهم»!! والليلة كانت ـ وركزوا جيداً فلن أعيد ـ (الاثنين 12/ ربيع الأول/ 1429هـ)!! فانتهزها الأخخخخ/ أنا وقدَّم الفنان العظيم تقديماً صوفياً أدار رؤوس كل الحاضرين؛ حتى إن الفنان الجميل (مشعل المطيري) خطف مسوَّدة تلك المقدمة؛ وربما باعها يوماً بأكثر من دية صاحبها! ولكن مما علق في الذاكرة أن نهايتها؛ بدعوة الضيف للحديث عن تجربته المسرحية، كانت هكذا: «كل فنانٍ لا بد أن يكون صوفياً؛ فـ...مَدَدْ يا (علي مهدي) مَدَدْ»! أما من يتابع دروشة (السيد الجفري) عن (أمل حياتي) و(إنتَ عمري) فلا بد أن يضيف: ولكن ليس كل صوفيٍّ فناناً !! ولو استشرت سماحته ـ بما أنه يفتي في كل شيء ـ هل يليق أن أمدح زعيماً فأقول: «خليني جنبك.. خليني في حضن ألبك»!! ثم إذا لم يشرِّهني أرقتُ ماء وجهي مصرِّحاً: «هات عينيك تسرح في دنيتهم عِينيَّا.. هات إيديك ترتاح لِلَمْسِتْهم إيديَّا»؟؟ فكيف يقبل لـ(جَدِّه) الأعظم اليوم، ما لم يقبله الفنانان العبقريان بالأمس؟؟