جزر المالديف أرض الأحلام وجنة المتقاعدين
جزر المالديف اسم ارتبط في ذهن كثير من الناس بأحلام وأمان أقرب ما تكون إلى الفردوس، حيث الشواطئ الجميلة التي تحفها الأشجار، يقصدها من يريد قضاء شهر عسل بعيدا عن الصخب، أو من يرغب أن يتقاعد فيها ليعيش ما بقي من حياته بهدوء وسكينة، أو أولئك الذين يبحثون عن الدفء ويحلو لهم التخفيف من الملابس قدر ما أمكن، وخاصة هواة الغوص
الثلاثاء / 25 / ربيع الثاني / 1435 هـ - 23:30 - الثلاثاء 25 فبراير 2014 23:30
جزر المالديف اسم ارتبط في ذهن كثير من الناس بأحلام وأمان أقرب ما تكون إلى الفردوس، حيث الشواطئ الجميلة التي تحفها الأشجار، يقصدها من يريد قضاء شهر عسل بعيدا عن الصخب، أو من يرغب أن يتقاعد فيها ليعيش ما بقي من حياته بهدوء وسكينة، أو أولئك الذين يبحثون عن الدفء ويحلو لهم التخفيف من الملابس قدر ما أمكن، وخاصة هواة الغوص بجانب تلك الصورة النمطية التي طبعت في مخيلة البعض عن المالديف مع كونها لا تجافي الواقع كثيرا إلا أن هناك في العاصمة «ماليه» وغيرها من المدن حياة أخرى، يعيشها شعب مسلم محافظ وحكومة تفرض قوانين مستمدة من الإسلام، فالإسلام شرط لنيل جنسية هذه الدولة، ولا خمور ولا أماكن لبيعها، وفوق هذا كل المحلات تغلق وقت الأذان، ويهرع الجميع إلى المساجد جزر المالديف البالغ عددها نحو ألفي جزيرة متناثرة فوق المحيط تتفاوت مساحتها من عدة كيلومترات إلى تلك التي لا تتجاوز أبعادها شجرة نرجيل شامخة بالكاد تنحسر مياه البحر عن جذعها.. أقرب يابسة إلى هذه الجزر سريلانكا، على بعد نحو 800 كلم هذه الجزر لا تعرف الجرائم والمشاكل، وأهلها طيبون، تتسم حياتهم بالبساطة والبعد عن التعقيد رغم تحضرهم وكثرة أدبهم، أمانتهم تجذبك إليهم.. في الفندق وفي محطة الوقود وفي البقالة والمطعم وفي محلات الملابس، كل من أعطيته 100 دولار ينفحني مبلغ 1540 روفية (العملة المالديفية) لا يزيد ولا ينقص.. ابتسامات ملؤها التعجب تقابلني حين أطلب من موظفي الاستقبال في الفندق الانتباه إلى أجهزة التصوير التي أحملها، إذ لا سرقات هناك إلا ما ندر، ببساطة تشعر في هذه الجزر بالأمن والأمان ذلك الأمن استغله الغربيون، خاصة القادمين من وراء الأطلسي، للاستثمار، فاستأجروا عددا من الجزر لاستثمارها سياحيا واستغلال طبيعتها الخلابة في إنتاج الأفلام، وللحكومة الهندية حضور عبر استئجارها جزرا لأغراض صناعية، لا يستطيع المالديفيون إخفاء قلقهم من ذلك أحد المسؤولين الذين التقيتهم أبدى حزنه من تخلف العرب عن الاستثمار في المالديف، وسألني: أين المستثمرون العرب والمسلمون؟ ثم أردف: الاستثمار في جزرنا ناجح، خاصة في قطاع السياحة ويعضد حديثه هذا مستثمر سعودي (لعله الوحيد) أخبرني أن الاستثمار في السياحة يضمن عودة رأس المال في زمن قياسي قد لا يتجاوز السنة الواحدة وحكى لي عن تجربته، إذ بدأ برأس مال بسيط، عبارة عن نصف مليون ريال، استثمرها في خدمات السياحة، ومن ثم تمكن خلال فترة قياسية من استعادة رأس ماله، وتحقيق الأرباح بعد ذلك ويتمنى المسؤول المالديفي أن «يأتي مستأجرون يستثمرون بعض الجزر سياحيا بما يتناسب مع محافظتنا على ديننا وتقاليدنا نحن ومن يماثلنا من المسلمين»، ويوافقه المستثمر السعودي، فهو يرى أن من يضع قوانين محتشمة قليلا سينجح لا محالة، فطلاب هذا النوع من المنتجعات السياحية كثر لهذا يتعرضون للاستغلال وهناك في الجزر «حلم مالديفي» وحكايات عن الثراء السريع، حدثوني عن شاب لبناني وصل إلى الجزر معدما، وتزوج منها واليوم هو من كبار رجال الأعمال! رجل أعمال لبناني آخر قابلته شخصيا بالصدفة يدير أعماله بين دبي والمالديف، ويعمل في قطاع الشحن لا يخفي ارتياحه للعمل هناك قلة من الأثرياء العرب يؤجرون جزرا فقط لغرض السكنى بها أثناء زيارتهم، إلى جانب عشرين مصريا وسعوديا يدرسون العربية والعلوم الإسلامية للمالديفيين.. عدا هؤلاء لا وجود للعرب في المالديف حياة الجزر السياحية منفصلة تماما عن الجزر السكنية، ولكل قوانينها التي تنظمها، فكرة قد يكون مأمون عبد القيوم الرئيس السابق للمالديف استمدها من مصر التي تلقى فيها تعليمه من المتوسط حتى الجامعي خلاصة القول توجد «مالديفتان» إن صح التعبير، مالديف للقادمين من وراء الأطلسي والمتوسط، وأخرى للمالديفيين