دعوا الشباب يجربون العمل مبكرا
الثلاثاء / 10 / شعبان / 1437 هـ - 21:30 - الثلاثاء 17 مايو 2016 21:30
نواجه باهتمام كبير مستقبل الشباب وما يريدونه وما يراد منهم وأول ذلك تأمين العمل لهم ولمستقبلهم الذي ينتظره الوطن حتى يعتمد على سواعدهم للبناء الشامخ في قادم الأيام، ومن الأيام القادمة هذا الصيف وهو على الأبواب ومع الصيف عطلة طويلة لم يسبق أن ارتاح الطلاب والمعلمون كما سيرتاحون في هذه العطلة، أربعة أشهر أو تزيد، أكثر من ثلث السنة ستكون مناسبة طويلة لما يصل إلى خمسة ملايين من الناس عندنا بين طالب وطالبة، ومعلم ومعلمة في فراغ، والمثل المعروف عندكم جميعا حفظكم الله يقول إن الشباب والفراغ والجدة، وبقية النص تعرفونه ولا داعي لإكماله.
ولأن الأشياء الثلاثة المذكورة أعلاه متوفرة في هذا العدد من الناس الذين سيقضون أربعة أشهر بلا عمل مهم ينتظرون عاما جديدا ليعودوا إلى مدارسهم وجامعاتهم، وهم أيضا يتمتعون بالفراغ وبالشباب عندهم جميعا والجدة عند عدد لا بأس به منهم، ومن لم تكن عنده كلها سيبحث عما ينقصه منها عند من يظن أنه يساعده لتكتمل متطلباته، قد تكون عند والده أو أخيه أو عند صديق أو قريب يعطف عليه، ويعد ذلك من التكافل المأمور به في الدين وعادات المجتمع الطيبة.
ولأن ما جد من عاداتنا التي لم تكن لآبائنا ولا أجدادنا ولا في الماضي البعيد إلا أنها أصبحت أهم قضايانا وهي السفر للخارج والضرب في مشارق الأرض ومغاربها ليس لطلب الرزق واكتساب المعرفة كما كان ذلك دأب المسافرين في الأيام الخوالي ولكنه لإنفاق ما في الجيب ليأتي ما في الغيب كما يقول المثل الشعبي الذي نحفظه عن ظهر قلب.
والمشكلة ليست هذه، أي إنفاق ما في الجيب، المشكلة أن الخيارات أمام هؤلاء المسافرين لإنفاق ما في الجيب لم تعد مفتوحة كما كانت في الماضي، ولم تكن شريحة الشباب العاطل في هذه الفترة الطويلة مرحبا بها في كل مكان يمكن أن يذهبوا إليه مثلما كان يحدث من قبل، بل أصبحوا محل شك وريبة من العالم، فما يذكر الشاب السعودي السائح حتى تدور الشكوك حول غرضه من السياحة واختياره للبلاد التي يريد التوجه إليها، هذا إذا كان يريد البراد في أوروبا وأمريكا وأخواتها.
أما إن كان من هواية دول الجوار، والأقربون أولى بالمعروف، فمن سوء الحظ أن مصر الكبيرة والشام العريضة وليلى التي في العراق مريضة لن يأمنها على حياته، ولا يجد فيها ما يبحث عنه من الاطمئنان والراحة، ولن يجد فيها ما عهده من الأمن الذي ينشده، لم يبق غير دبي وتركيا وخيارات قليلة، فبشرهما بالخير الوفير والعدد الكثير في الصيف الطويل ما دامت الخيارات محدودة في هذا العام أمامهم.
وما دام الوقت بهذا الطول فلن يستطيع السفر كل الناس، فماذا يمكن أن يعمل غير المسافرين من الشباب الذين سينتظرون مدة العطلة قبل أن يعودوا إلى مدارسهم وجامعاتهم في العام القادم.
لا شك أن هناك أكثر من خيار وأكثر من حل ولكنها ليست حلول المراكز الصيفية المعهودة وأشباهها، فقد جربت تلك المراكز أكثر مما يجب، والأولى أن نجرب جديدا غيرها ولا سيما أننا في مرحلة نبحث فيها عن الحلول الممكنة لتهيئة الشباب لخوض مجالات العمل المختلفة وإعدادهم لمستقبل أفضل.
إن الحل الممكن هو أن تفتح أمامهم أبواب العمل في القطاعات العامة والخاصة والشركات، وحتى في الأسواق والبقالات، وكل مجال يجدون فيه عملا كبر أو صغر لاستيعابهم، عملا وتجربة وتدريبا يأخذ بهم إلى طريق الممارسة الفعلية، ويحبب العمل والكسب الحر إليهم، وسيجد عدد منهم أن العمل في أي مرفق يتدرب فيه قد يساعده على اختيار المجال الأقرب إلى ميوله ورغباته، بل قد يختار الاستمرار بالعمل والانقطاع إليه، ويبدأ حياته من أقرب الطرق متى ما أتيحت له تجربة جيدة وخبرة مساعدة.
marzooq.t@makkahnp.com
ولأن الأشياء الثلاثة المذكورة أعلاه متوفرة في هذا العدد من الناس الذين سيقضون أربعة أشهر بلا عمل مهم ينتظرون عاما جديدا ليعودوا إلى مدارسهم وجامعاتهم، وهم أيضا يتمتعون بالفراغ وبالشباب عندهم جميعا والجدة عند عدد لا بأس به منهم، ومن لم تكن عنده كلها سيبحث عما ينقصه منها عند من يظن أنه يساعده لتكتمل متطلباته، قد تكون عند والده أو أخيه أو عند صديق أو قريب يعطف عليه، ويعد ذلك من التكافل المأمور به في الدين وعادات المجتمع الطيبة.
ولأن ما جد من عاداتنا التي لم تكن لآبائنا ولا أجدادنا ولا في الماضي البعيد إلا أنها أصبحت أهم قضايانا وهي السفر للخارج والضرب في مشارق الأرض ومغاربها ليس لطلب الرزق واكتساب المعرفة كما كان ذلك دأب المسافرين في الأيام الخوالي ولكنه لإنفاق ما في الجيب ليأتي ما في الغيب كما يقول المثل الشعبي الذي نحفظه عن ظهر قلب.
والمشكلة ليست هذه، أي إنفاق ما في الجيب، المشكلة أن الخيارات أمام هؤلاء المسافرين لإنفاق ما في الجيب لم تعد مفتوحة كما كانت في الماضي، ولم تكن شريحة الشباب العاطل في هذه الفترة الطويلة مرحبا بها في كل مكان يمكن أن يذهبوا إليه مثلما كان يحدث من قبل، بل أصبحوا محل شك وريبة من العالم، فما يذكر الشاب السعودي السائح حتى تدور الشكوك حول غرضه من السياحة واختياره للبلاد التي يريد التوجه إليها، هذا إذا كان يريد البراد في أوروبا وأمريكا وأخواتها.
أما إن كان من هواية دول الجوار، والأقربون أولى بالمعروف، فمن سوء الحظ أن مصر الكبيرة والشام العريضة وليلى التي في العراق مريضة لن يأمنها على حياته، ولا يجد فيها ما يبحث عنه من الاطمئنان والراحة، ولن يجد فيها ما عهده من الأمن الذي ينشده، لم يبق غير دبي وتركيا وخيارات قليلة، فبشرهما بالخير الوفير والعدد الكثير في الصيف الطويل ما دامت الخيارات محدودة في هذا العام أمامهم.
وما دام الوقت بهذا الطول فلن يستطيع السفر كل الناس، فماذا يمكن أن يعمل غير المسافرين من الشباب الذين سينتظرون مدة العطلة قبل أن يعودوا إلى مدارسهم وجامعاتهم في العام القادم.
لا شك أن هناك أكثر من خيار وأكثر من حل ولكنها ليست حلول المراكز الصيفية المعهودة وأشباهها، فقد جربت تلك المراكز أكثر مما يجب، والأولى أن نجرب جديدا غيرها ولا سيما أننا في مرحلة نبحث فيها عن الحلول الممكنة لتهيئة الشباب لخوض مجالات العمل المختلفة وإعدادهم لمستقبل أفضل.
إن الحل الممكن هو أن تفتح أمامهم أبواب العمل في القطاعات العامة والخاصة والشركات، وحتى في الأسواق والبقالات، وكل مجال يجدون فيه عملا كبر أو صغر لاستيعابهم، عملا وتجربة وتدريبا يأخذ بهم إلى طريق الممارسة الفعلية، ويحبب العمل والكسب الحر إليهم، وسيجد عدد منهم أن العمل في أي مرفق يتدرب فيه قد يساعده على اختيار المجال الأقرب إلى ميوله ورغباته، بل قد يختار الاستمرار بالعمل والانقطاع إليه، ويبدأ حياته من أقرب الطرق متى ما أتيحت له تجربة جيدة وخبرة مساعدة.
marzooq.t@makkahnp.com