العلي: أنا متشائل وبعد ثقافتنا عن الفلسفة أعقمها
الثلاثاء / 10 / شعبان / 1437 هـ - 00:00 - الثلاثاء 17 مايو 2016 00:00
وصف الناقد والشاعر محمد العلي نفسه بـ«المتشائل» في منطقة وسطى بين التفاؤل والتشاؤم، مؤكدا على أن الربيع العربي ما هو إلا الفاصل الشاهق بين الماضي والحاضر، والنافذة التي دخل منها الضوء إلى كهوف العرب الأفلاطونية فعرى جميع الفئات الفكرية وأظهر عجز النخب عن إدراك ما يضطرب في الشارع العربي.
1 هل ترى تداخلا بين الشعر والفكر؟
يتقدم الفكر على الشعر العربي منذ ولادة الأخير حتى العصر الحديث، ولم يخرج عن ذلك إلا في فترات أشبه بالومضات القصيرة في العصر العباسي، أما في العصر الحديث وتحت أضواء الكشوفات النفسية والاجتماعية، فقد غزت تيارات الرومانسية والسريالية الشعر وما يسمونه «القلق الوجودي» وإغراءات الانزياح اللغوي. فدخل المبدع في مغارته الداخلية مفارقا الأجواء الشفوية، بحيث أصبح الفكر واقفا في الظل كرافد من الروافد المتعددة للشعر مثل: اللاشعور والمتخيل والواقع والحدس ولغة الدهشة والحضور والغياب.
إن بناء المعنى حسب تعبير الناقد علي الشدوي لا بد أن يكون فيه ظل للفكر. ذلك لأن الشعرية موقف وجداني وجمالي من العالم والموقف لا بد أن يكون فكرا ورؤية معا.
2 نال المنهج التأويلي نصيبا وافرا من اهتمام المفكرين، هل ترى هذا المنهج قادرا على إعادة قراءة المنظومة التاريخية والدينية قراءة قادرة على حل إشكالاتها؟
التأويلية هي افتراض تعدد المعنى للنص الواحد. ونشأ التأويل نشأة دينية لإسدال القناع على تناقض الفكر «النص» مع الواقع. وانتقل من حقله الديني إلى الحقل الأدبي وبخاصة الشعر. لأن النص الشعري أصبح مفتوحا متعدد المعنى. وخلط بعض النقاد بين المقصود بالنص المفتوح وبين ما عناه عبدالقاهر الجورجاني «بمعنى المعنى» فهو كان يقصد «أن نفهم من النص معنى ثم يفضي ذلك المعنى إلى معنى آخر» وهذا يعني المعنى الضمني وهو يختلف عن النص المفتوح الذي لم يعرف قبل العصر الحديث.
أما سؤالك بأن هناك إمكانا لإعادة قراءة المنظومة التاريخية قراءة جديدة قادرة على حل مشكلاتها فهذا سؤال لا يمكن الإجابة عليه إلا بنزع اليقين عن هذه المنظومات.
3 الفكري والفلسفي هل يكملان بعضا أم يفسد أحدهما الآخر؟ وما أثر غياب الفلسفة عن ثقافتنا؟
التفكير هو «إعمال الخاطر في الشيء» أي هو التأمل في أمور معلومة تؤدي إلى العلم بمجهول، التأمل هذا مرتبط بالدافع إليه فقد يكون الدافع دينيا. وهذا ما أظن أن ابن رشد عناه بقوله «الفلسفة ليست شيئا أكثر من النظر في الموجودات» فهو يتضمن معنى آيات كثيرة للتأمل في المخلوقات للوصول إلى العقيدة. أو الدافع أسطوريا أو علميا محضا، وغير ذلك.
أما أفضل تعريف للفلسفة فهو أنها «التفكير في الفكر» والتفكير هنا أي التفكير الفلسفي يقتضي وصف الدافع إليه وهو الشك، فبدون الشك يصبح ما يحتويه الفكر من آراء وعقائد وموروثات ومناهج. يصبح يقينا. وهنا ستعطيه الفلسفة ظهرها.
التفكير إذن ليس خاصية فلسفية إن الخاصة الفلسفية هي كيفية التفكير.
أما أثر غياب الفلسفة عن ثقافتنا فهو ومنذ أن شن الإمام الشافعي حملته على الفكر الفلسفي أصبحت ثقافتنا عقيمة.
4 كيف تقيم تعامل العرب مع ماضيهم، أي ما يسمى مشكلة التراث؟
لا تجد تعريفا محددا للماضي. إن كل فئة تفهمه بما تريد هي، ولأنه يحتوي على النور والظلام معا ترى كل فئة تأخذ أخذا انتقائيا حتى من جزئه الظلامي. وتجعله مقدسا، لذلك فماضينا هو مستقبلنا حسب تعبير بعض المفكرين، وأقصد بـ»نا» ليست «نا» الجماعية بل الفئوية.
5 ما هي الانعكاسات التي يمكن أن تحدثها التغييرات الدراماتيكية اليوم في المشهد على المثقف ونتاجه؟
الربيع العربي والذي يعبر عنه بعضهم بتعبير تشم منه رائحة الاستصغار وهو «ما يسمى بالربيع العربي» فهو في نظري الفاصل الشاهق بين الماضي والحاضر. إنه النافذة الكبرى التي دخل منها الضوء إلى كهوفنا الأفلاطونية، فعرى جميع الفئات الفكرية وأظهر عجز النخب من إدراك ما يضطرب في الشارع العربي. وأعني بالشارع ما يرادف الشباب العربي. وإذا كان للتفاؤل من أفق يطير فيه فهو تلك الجذوة التي سوف تبقى مهما علاها من رماد ستذروه رياح الميادين.
6 بعد كل هذه السنوات التي قضيتها شاعرا وكاتبا، ماهو أقرب وصف عنك؟
إذا علي أن أجيبك فهو أن محمد العلي «متشائل».
1 هل ترى تداخلا بين الشعر والفكر؟
يتقدم الفكر على الشعر العربي منذ ولادة الأخير حتى العصر الحديث، ولم يخرج عن ذلك إلا في فترات أشبه بالومضات القصيرة في العصر العباسي، أما في العصر الحديث وتحت أضواء الكشوفات النفسية والاجتماعية، فقد غزت تيارات الرومانسية والسريالية الشعر وما يسمونه «القلق الوجودي» وإغراءات الانزياح اللغوي. فدخل المبدع في مغارته الداخلية مفارقا الأجواء الشفوية، بحيث أصبح الفكر واقفا في الظل كرافد من الروافد المتعددة للشعر مثل: اللاشعور والمتخيل والواقع والحدس ولغة الدهشة والحضور والغياب.
إن بناء المعنى حسب تعبير الناقد علي الشدوي لا بد أن يكون فيه ظل للفكر. ذلك لأن الشعرية موقف وجداني وجمالي من العالم والموقف لا بد أن يكون فكرا ورؤية معا.
2 نال المنهج التأويلي نصيبا وافرا من اهتمام المفكرين، هل ترى هذا المنهج قادرا على إعادة قراءة المنظومة التاريخية والدينية قراءة قادرة على حل إشكالاتها؟
التأويلية هي افتراض تعدد المعنى للنص الواحد. ونشأ التأويل نشأة دينية لإسدال القناع على تناقض الفكر «النص» مع الواقع. وانتقل من حقله الديني إلى الحقل الأدبي وبخاصة الشعر. لأن النص الشعري أصبح مفتوحا متعدد المعنى. وخلط بعض النقاد بين المقصود بالنص المفتوح وبين ما عناه عبدالقاهر الجورجاني «بمعنى المعنى» فهو كان يقصد «أن نفهم من النص معنى ثم يفضي ذلك المعنى إلى معنى آخر» وهذا يعني المعنى الضمني وهو يختلف عن النص المفتوح الذي لم يعرف قبل العصر الحديث.
أما سؤالك بأن هناك إمكانا لإعادة قراءة المنظومة التاريخية قراءة جديدة قادرة على حل مشكلاتها فهذا سؤال لا يمكن الإجابة عليه إلا بنزع اليقين عن هذه المنظومات.
3 الفكري والفلسفي هل يكملان بعضا أم يفسد أحدهما الآخر؟ وما أثر غياب الفلسفة عن ثقافتنا؟
التفكير هو «إعمال الخاطر في الشيء» أي هو التأمل في أمور معلومة تؤدي إلى العلم بمجهول، التأمل هذا مرتبط بالدافع إليه فقد يكون الدافع دينيا. وهذا ما أظن أن ابن رشد عناه بقوله «الفلسفة ليست شيئا أكثر من النظر في الموجودات» فهو يتضمن معنى آيات كثيرة للتأمل في المخلوقات للوصول إلى العقيدة. أو الدافع أسطوريا أو علميا محضا، وغير ذلك.
أما أفضل تعريف للفلسفة فهو أنها «التفكير في الفكر» والتفكير هنا أي التفكير الفلسفي يقتضي وصف الدافع إليه وهو الشك، فبدون الشك يصبح ما يحتويه الفكر من آراء وعقائد وموروثات ومناهج. يصبح يقينا. وهنا ستعطيه الفلسفة ظهرها.
التفكير إذن ليس خاصية فلسفية إن الخاصة الفلسفية هي كيفية التفكير.
أما أثر غياب الفلسفة عن ثقافتنا فهو ومنذ أن شن الإمام الشافعي حملته على الفكر الفلسفي أصبحت ثقافتنا عقيمة.
4 كيف تقيم تعامل العرب مع ماضيهم، أي ما يسمى مشكلة التراث؟
لا تجد تعريفا محددا للماضي. إن كل فئة تفهمه بما تريد هي، ولأنه يحتوي على النور والظلام معا ترى كل فئة تأخذ أخذا انتقائيا حتى من جزئه الظلامي. وتجعله مقدسا، لذلك فماضينا هو مستقبلنا حسب تعبير بعض المفكرين، وأقصد بـ»نا» ليست «نا» الجماعية بل الفئوية.
5 ما هي الانعكاسات التي يمكن أن تحدثها التغييرات الدراماتيكية اليوم في المشهد على المثقف ونتاجه؟
الربيع العربي والذي يعبر عنه بعضهم بتعبير تشم منه رائحة الاستصغار وهو «ما يسمى بالربيع العربي» فهو في نظري الفاصل الشاهق بين الماضي والحاضر. إنه النافذة الكبرى التي دخل منها الضوء إلى كهوفنا الأفلاطونية، فعرى جميع الفئات الفكرية وأظهر عجز النخب من إدراك ما يضطرب في الشارع العربي. وأعني بالشارع ما يرادف الشباب العربي. وإذا كان للتفاؤل من أفق يطير فيه فهو تلك الجذوة التي سوف تبقى مهما علاها من رماد ستذروه رياح الميادين.
6 بعد كل هذه السنوات التي قضيتها شاعرا وكاتبا، ماهو أقرب وصف عنك؟
إذا علي أن أجيبك فهو أن محمد العلي «متشائل».