الرأي

«وجه الحقيقة»

منى سالم باخشوين
منذ أسابيع مضت وفي برنامجه «وجه الحقيقة»، عرض الإذاعي المميز سعود الجهني مشكلة تخص مجموعة من السيدات والشؤون الاجتماعية.

هذا البرنامج الذي يذاع كل جمعة في التاسعة إلا ربعا مساء على إذاعة جدة، يعرض مشكلات من قلب المجتمع ويعطي الفرصة للمشاركة على الهواء من قبل مسؤول أو صاحب المشكلة أو الشكوى. ويتيح مقدم البرنامج بأدبه الجم المجال لضيوفه للتحدث ولا يقوم بالمقاطعة إلا إذا أدركه الوقت، والوقت هذا الذي تحدده الإذاعة للبرنامج هو في نظري أقل مما يجب ومثل هذه البرامج أولى بالوقت من برامج أخرى لا تحتوي إلا على الضحك والتعليقات السخيفة بين مذيع ومذيعة أو طلبات أغان أو حديث ممجوج عما لن يعطي انطباعا جيدا عن قناة إعلام رسمية.

تحدثت سيدات في تلك الحلقة عن مشاكل وعذابات تحدث لهن بسبب أشخاص لهم صلة بهن ولكن الأوجع هو مشاكلهن مع الشؤون الاجتماعية وموظفيها وتلاعبهم بالقضايا وتأخيرها وتمييعها ولا ندري لمصلحة من يحدث كل ذلك!

ما لم يذكر في البرنامج ونعرفه أن هناك استغلالا غير نزيه من قبل من يعمل في الشؤون الاجتماعية لاحتياج السيدات فيصبح الوضع

«مقابل خدمة قدمي لي تنازلا معينا أو انتظري إلى ما لا نهاية لتنجز معاملاتك».

كثير من السيدات اللاتي يلجأن للشؤون الاجتماعية لا يستطعن أو لا يعرفن أن هناك جهات يستطعن الشكوى إليها ضد موظف في الشؤون الاجتماعية.

وإن عرفت السيدة كيف تشتكي، فلماذا نوصلها أصلا لتشتكي من تلجأ إليه من أجل شكوى من أجلها أتت إليه؟ ألا يكفيها غدر الدنيا ومن حولها بها؟

هذه الجهات التي تتعامل مع المرأة بشكل مباشر وهذه الشريحة من النساء بالذات صاحبات الحاجة والمطلقات والمعلقات والعاجزات والمنكسرات والذائقات المر والصابرات، هذه الجهات نجد فيها من لا ضمير له ولا قلب له ولا خلق له. لو أننا نحرص على المراقبة والضرب بيد من حديد والمتابعة بضمير وخوف من الله وإن لم يكن هناك خوف منه فيكون هناك خوف من عبده الذي سيعاقب بشدة، لو أننا حرصنا لما احتاجت المرأة أن تقف على الأبواب راجية أن تحل مشكلتها ممن يشعر بها فيعزها ويرحمها وممن لا يشعر بها فيطردها أو يسوف حتى تمل أو ممن يستغلها فيهوي بها إن ضعفت أو يهمل حقوقها إن لم تضعف وتستكن له.

ولنقس على ذلك دور الرعاية وما يحدث بها من استغلال لكبار أو صغار ومن إهانة لآدميتهم وكرامتهم وإمعان في زيادة كربهم والضغط عليهم من أجل أن يحصلوا على قليل لا يذكر مقابل هذه المعاملة.

لمن يريد أن يتأكد من هذا الذي أقول عليه أن يذهب إلى هذه الجهات وأن يفتش ويستقصي الحقيقة وأن يدعم كل من يحاول إيصال صوت ضعيف تكالبت عليه هذه النماذج من ضعاف النفوس.