معرفة

مثقفون يناقشون في جنيف أسباب عزوف العرب عن القراءة

شارك عدد من الروائيين والمثقفين العرب في »رواق الثقافات العربية« في المعرض الدولي للكتاب والصحافة بجنيف في نسخته الثانية أخيرا، ونظم فعاليات الرواق كل من مؤسس المكتبة العربية »الزيتونة« في جنيف آلان بيطار ويونس الجراي، وزينت جدرانه بمجموعة من صور التقطتها الصحفية والكاتبة لورنس ديونا في دول عربية مختلفة عام 1967 – 2004.

وعلى مدى خمسة أيام شهد مسرح رواق الثقافات العربية انعقاد مجموعة من الندوات والحوارات الأدبية والسياسية والاجتماعية، شارك فيها نخبة من المثقفين والأدباء العرب، مثل فاروق مردم باي وكبير مصطفى عمي وبثينة عزمي وعزة فيلالي ويحيى بلاسكري وهيام يارد وإلياس خوري وصنع الله إبراهيم ومنذر كيلاني وصلاح ستيتيه وآخرون.

وأجاب المثقفون العرب عن عدد من الأسئلة بحسب سويس إنفو، كان منها عن رأيهم في دراسات التي أعدتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» مطلع 2016 إلى أن 30% من العالم العربي لا يقرأ، والسبب وراء ذلك.

وأوضح فاروق مردم باي بأن الكتاب والناشرين يشكون لفترة طويلة من مشكلة الرقابة التي كانت تنصب بنسب مختلفة حسب البلدان، على الدين والسياسة، والجنس وغيرها، كما أن الكتاب غالي الثمن، ولا تدفع الأوضاع الاجتماعية في العالم العربي الناس اليوم إلى شراء الكتب، بقدْر ما تدفعهم إلى سد حاجاتهم الأساسية.

وأضاف «الموضوع الأخطر هو انهيار التعليم في العالم العربي، والذي امتد إلى أوساط التعليم الثانوي والجامعي أيضا، واستشراء الأمية بشكل غير معقول في بعض البلدان، ولا سيما بين النساء. كذلك، فإن الترجمة إلى العربية ضعيفة جدا».

من جانبه قال إلياس خوري «لو كانت هذه النسبة صحيحة - وأنا أشك في ذلك - فهذا يعني أن 70% يقرأ، وأنا أرى أن هذا يدعو للتفاؤل برأيي، السبب الأهم لانحسار القراءة في العالم العربي، هو عدم وجود سوق موحدة للكتاب العربي وخضوعه للجمارك في كل الدول العربية. والعائق الثاني، هو الرقابة، حيث تخضع جميع الكُتب لرقابة الأنظمة الاستبدادية من جهة، ورقابة القوى الاجتماعية الرجعية من جهة أخرى، هذا فضلا عن الحروب الدائرة في العالم العربي اليوم، والتي أدت إلى تدمير سوق الكتاب كليا في العراق وسوريا مثلا».