الرأي

نحن وأبناؤنا والتعليم.. إلى أين؟

حامد مديبي
كيف ستكون تربيتنا لأطفالنا بعد بضع سنين من الآن؟ فتربية الأطفال عمل تكاملي يبدأ من البيت مرورا بالمسجد والمدرسة، فإذا انشغلت الأم بالصديقات وحفلات الأعراس والطلعات والخرجات والرحلات والتسوق وإلى ما لا نهاية، والأب بالمثل انشغل بأجواء المباريات الصاخبة والعمل والأصدقاء وخرجات الاستراحات وطلعات البر وما إلى ذلك، والمعلم لا حول له ولا قوة بعد أن جردته وزارة التعليم ونزعت منه هيبة المربي حيث أصبح كالمذياع يثرثر بشرح الدرس 45 دقيقة هي زمن الحصة ثم يغادر الفصل لا روح تربطه مع الطلبة ولا أي حس من الأحاسيس التي كنا نشعر بها تجاه معلمينا، ولا أستغرب أن أصبح اسمها وزارة التعليم أي إنها اهتمت بالتعليم وأهملت التربية بدلا من «وزارة التربية والتعليم» والتي كانت تهتم بالتربية قبل التعليم فبدون تربية لا يمكن أن يحصد أبناؤنا العلم وإن حصدوه فهو علم لا فائدة منه «وكأننا نزرع بذورا في صحراء الربع الخالي» ونريد منها أن تكبر وتثمر ولن نحصد إلا شوكا وندامة! فبوادرها بدأت تظهر لنا يوما بعد يوم وجيلا بعد آخر.

إذا ما أردنا أن نرتقي إلى المعالي مع الأمم المتقدمة فأعيدوا التربية إلى جوار التعليم، أعيدوا للمعلم هيبته، أعيدوا للبيت دوره التربوي، أعيدوا للمسجد دوره، أعيدوا كل هذه وتعلموا أن التربية عمل تكاملي بين البيت والمسجد والمدرسة.