الرأي

وزارة الأحلام السعيدة!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
«ابنيها لتحييها» شعار جميل أطلقته وزارة الإسكان، ومع أنه غير فصيح، إلا أنه لا أحد ينتظر من هذه الوزارة الفتية أن تكون مجمعا للغة العربية ولا يفكر المواطنون في أن يثنوا الركب عند «منتجاتها» ليستزيدوا من علوم اللغة.

المواطنون يريدون سكنا، ويبدو من اسم هذه الوزارة أنها هي المعنية بهذا الأمر، ويحلمون بالحصول على «منتجاتها» حتى لو أطلقت حملة في تويتر مكتوبة بالهيروغليفية أو الصينية.

صحيح أن الأسماء لا تدل على المسميات، فليس كل من حمل اسما صالحا صالحا بالفعل وقد يكون «جميل» اسما لشخص قبيح المظهر والمخبر، وقد يكون «الإسكان» اسما لوزارة تهتم بالإسكات، ولكنني متفائل بطبعي ـ كما تعرفون ـ وأتمنى أن يصبح الصالح صالحا والجميل جميلا ووزارة الإسكان سببا في دخول الناس إلى مساكنهم قبل أن يحطمنّهم الغلاء والجشع.

وعودة إلى الشعار الجميل فهو كما يبدو موجه لمن «يملكها» وهم في الغالب لن يفهموا الشعار لو كتب بلغة سليمة وهذا أمر يحسب للوزارة التي تخاطب الناس على قدر عقولهم.

وشعار الحملة أطلق قبل صدور اللائحة التنظيمية لرسوم الأراضي البيضاء، والتي قد تكون فتحا عظيما وقد لا تكون أكثر من حبر على ورق يسهل التحايل عليها وتفريغها من أهدافها المعلنة، وقد تكون هي الحل الذي انتظره الباحثون عن السكن، وقد تكون الحل الذي ينتظره الباحثون عن استمرار «حق السكن» سلعة يمكن احتكارها والتحكم فيها.

أبواب كل الاحتمالات مفتوحة على مصاريعها، والكل يستعد لقراءة هذه اللائحة المنتظرة على طريقته، وأن يستفيد منها دون غيره.

وعلى أي حال..

الحلم حق مشروع لجميع الناس، وربما كانت الوزارة الفتية تؤمن بمقولة «إن الأحلام تموت حين تتحقق» ولذلك تحرص على أن يكون عمر الحلم أطول من عمر صاحبه، فليس هنالك أجمل من أن تحلم وأن يرافقك حلمك حتى تموت!